وضح السبيل فما لنا نتردد

وَضَحُ السَبيلُ فَما لَنا نَتَرَدَّدُ

أَلِمَوعِدٍ فَمَتى يَكونُ المَوعِدُ

القَومُ يَمشونَ الضَراءَ حِيالَنا

مَشيَ المُخاتِلِ غُدوَةً يَتَصَيَّدُ

أَينَ الحُماةُ أَفي المَضاجِعِ نُوَّمٌ

أَم هُم هُنالِكَ في المَقابِرِ هُمَّدُ

يا قَومُ ماذا تورِدونَ بِلادَكُم

بِئسَ الجَزاءُ لَها وَبِئسَ المَورِدُ

بِئسَ الدُعاةُ سَبيلُهُم مُتَجانِفٌ

وَدَليلُهُم جَمُّ المَعاثِرِ أَنكَدُ

لَهُمُ المَجاهِلُ يَركَبونَ بِها الهَوى

وَلَنا المَحَجَّةُ وَالسَبيلُ الأَقصَدُ

النيلُ يَعلَمُ وَالمَواقِفُ وُضَّحٌ

وَالدَهرُ يُخبِرُ وَالمَمالِكُ شُهَّدُ

هَل لامرِئٍ في الأَرضِ بَعدَ بِلادِهِ

مَجدٌ يَزينُ بِهِ الحَياةَ وَسُؤدُدُ

أَعلى الحِمايَةِ يَحرِصونَ وَغَيرُها

أَسمى لِأَحرارِ الرِجالِ وَأَمجَدُ

خَدَعوا الصِغارَ بِها وَقالوا نِعمَةٌ

شَرُّ البَلِيَّةِ نِعمَةٌ لا تُحمَدُ

يَتَعَجَّلونَ الأَمرَ شَرّاً كُلُّهُ

وَالشَعبُ يَصخَبُ وَالكِنانَةُ تَحردُ

وَاللَهُ يَنظُرُ في عَظيمِ جَلالِهِ

أَيُطاعُ أَم يَطغى العُصاةُ فَيُجحَدُ

يَتَذَمَّرونَ إِذا تَجَرَّدَ شَعبُهُ

لِلحَقِّ يُطلَبُ وَالأَمانَةِ تُنشَدُ

اللَهُ أَكبَرُ هَل لَهُ مِن غالِبٍ

في العالَمينَ وَهَل على يَدِهِ يَدُ

ماذا عَسى يَبغي القَوِيُّ بِخَلقِهِ

وَيُريدُ في مَلَكوتِهِ المُتَمَرِّدُ

وَيحَ البِلادِ أَما يَقومُ بِنَصرِها

حِزبٌ يُقامُ لَهُم وَوَفدٌ يوفَدُ

يا مِصرُ لا تَلِدي رِجالاً بَعدَهُم

وَأَرى الرِجالَ لِغَيرِ ذَلِكَ تولَدُ