وضح السبيل فما لهن وقوفا

وضح السَبيلُ فما لهنّ وُقوفا

هِمَمٌ ثَوَيْنَ على الرجاء عُكوفا

يا دهرُ لا ترفُقْ ويا دنيا امنعِي

حتّى يسيرَ العاملون صُفوفا

تأبى العنايةُ أن تُجاوِرَ عاجِزاً

في العالمينَ وأن تزورَ ضعيفا

ثَمنُ الحياةِ لِمَنْ يُريدُ شِراءَها

وافٍ ويحسبه الغبيُّ طفيفا

النّفسُ منه فإن ضننتَ ببذلها

ضَنّتْ عليكَ وغادرتْكَ أسيفا

لكَ في كتابِ اللهِ خيرُ مُعلِّمٍ

فَكُنِ امرأً يَقِظَ الفُؤادِ حصيفا

إنّ الذين على هُداه تعلّموا

وجدوه بَرّاً بالشُّعوب رَؤوفا

يَهديُهم السَّنَنَ السَّوِيَّ ويبتَني

صَرْحَ الحياةِ لهم أشمَّ مُنيفا

كشفَ الظّلامَ عن القُلوبِ فأبصرَتْ

وبدا المُغيَّبُ واضحاً معروفا

الله أنزلَهُ فكان لِخَلقِهِ

نُوراً عَلا سُوَراً وعزَّ حُروفا

مَلكَ الرِّقابَ به أوائلُنا الأُلى

طُبِعُوا عليه أسنّةً وسُيوفا

دفعوا الحوادثَ والصرُّوفَ بأَنْفُسٍ

كانت حوادثَ تُتَّقَى وَصُروفا

من كلّ ماضٍ في الممالكِ نافذٍ

يجري بِمُستَبَقِ الحُتوفِ حُتوفا

يَرِدُ الدّماءَ مُطهَّراً ويخوضها

بَرَّ الوقائعِ والفتوحِ عَفيفا

يُحيي إذا أخذ اللّواءَ لِغارةٍ

بالنّفس يَسلبُها الحياةَ أُلوفا

هي حِكمةُ الإسلامِ يَعرفُ وصفَها

مَن كان من حُكمائه موصوفا

هذا بناءُ المتّقينَ لِربِّهم

لم يجعلوه على الهُدى مَوقوفا

رفعوه في ذاتِ الألهِ وإنّما

رَفعوا بهِ لِلمُسلمينَ أُنوفا

الله أكبرُ هل رأيتم مُؤمناً

عن دينِه وَكِتابهِ مَصروفا

يا قومُ ماذا تسمعون رُوَيْدَكم

إنّي لأَسمعُ في السّماءِ حَفيفا

جِبريلُ يهبط بالتَّحيّةِ فانْهَضُوا

مِلءَ السُّرادقِ هاتفين وقُوفا

اللهُ أكبرُ ما أجلَّ شِعارَنا

إنّا نراه مُحبَّباً مألوفا