ويح ذي القصة ماذا يشهد

وَيْحَ ذِي القَصَّةِ ماذا يَشْهَدُ

وَيْحَهُ من وَقْعَةٍ لا تُحمدُ

يا بني ثَعْلَبَةٍ ما خَطبُكم

أكذا تُقْرَى اللّيوثُ الهُجَّدُ

إنّه الجبنُ وأخلاقُ الأُلى

يَحسبونَ الخَتْلَ حَرباً تُوقَدُ

فقدُوا البأسَ فدبُّوا خِفيةً

وَانْتَضَوها أنفُساً لا تُفْقَدُ

يا جريحَ الحقِّ هل مِتَّ وهَلْ

قُضِيَ الأمرُ وحُمَّ الموعِدُ

فَرِحَ القومُ فقالوا مَغنماً

ساقَهُ الجَدُّ ورأيٌ مُحصَدُ

جَرَّدوا الفارسَ من أثوابه

ليتَ شِعري أيَّ سَيْفٍ جَرَّدوا

عَرفَ السَّيْفَ فتىً من قومِهِ

ضَجَّ يسترجعُ ممّا يَشْهَدُ

أيّها المَيْتُ تَحرَّكْ لا تَخَفْ

حَضر الفادِي وجَاءَ المُنجدُ

بُورِكَ الحاملُ ما أحسنَها

من يدٍ مَعروفُها لا يُجْحَدُ

يا رسولَ اللّهِ بُشْرَى إنّها

نِعمةٌ تُزجَى وخيرٌ يُوفَدُ

وبَريدٌ من بَني ثعلبةٍ

وَعَوالٍ بالغوالي يُبْرَدُ

جَعلوا للسيفِ فيهم حُكمَهُ

فله من هَامِهِم ما يَحْصُدُ

لَيْتَهُمْ كانوا رِجالاً فأبَوْا

إذ دَنا موعدُهم أن يَبْعدوا

ذهب الحشدُ فلم يَنْظُرْ سِوَى

نَعَمٍ تُزجَى وشَاءٍ تُحشَدُ

سَاقَها ما جُعِلَتْ من هَمِّهِ

هَمُّهُ تِلكَ النُّفُوسُ الشُّرَّدُ

اللّواتي تَبعثُ الشرَّ فإن

عَصَفَ الشَرُّ تولَّتْ تركُدُ

بِئسما تُورِدُها أهواؤُها

مِن حياضٍ مُرّةٍ ما تُورَدُ

فِتنةُ الشِّركِ وما من فتنةٍ

مثلُها بين البرايا توجَدُ

ليس غير اللهِ في سُلطانِهِ

من إلهٍ يُتَّقَى أو يُعْبَدُ

مَالِكُ الملكِ تَعالى ما لَهُ

في عُلاهُ مِن شريكٍ يُعْهَدُ