يا أمة أودت بها الأحلام

يا أُمَّةً أَودَت بِها الأَحلامُ

وَهَوَت بِباذِخِ مَجدِها الأَوهامُ

تَهفو إِلى نَزَواتِ كُلِّ مُضَلِّلٍ

حَجَبَ الهُدى عَن ناظِرَيهِ ظَلامُ

يَرمي بِها أَجوازَ كُلِّ مَضَلَّةٍ

غَبراءَ يُحمَدُ عِندَها الإِحجامُ

هَذا السَبيلُ إِلى الحَياةِ وَهَذِهِ

سُنَنُ الهُدى لَو ترشدُ الأَفهامُ

يا قَومِ هَل نَسَفَ الجِبالَ تَوَهُّمٌ

وَأَخافَ آسادَ العَرينِ كَلامُ

يا قَومِ هَل أَحيا الشُعوبَ تَعَلُّلٌ

وَحَمى البِلادَ تَفَرُّقٌ وَخِصامُ

يا قَومِ هَل تَشأى السَوابِقَ ظُلَّعٌ

وَيَفوتُ شَأوَ المُدلِجينَ نِيامُ

يا قَومِ هَل تَهدي الأَكُفَّ سَواعِدٌ

تَهفو المَناكِبُ فَوقَها وَالهامُ

إيهٍ بَني مِصرٍ أَما وَعَظتكُمُ

ما تَصنَعُ الأَحداثُ وَالأَيّامُ

إيهٍ فَقَد طَمَتِ الخُطوبُ وَهالَنا

مِنها رُكامٌ يَعتَليهِ رُكامُ

إيهٍ فَقَد أَشقى النُفوسَ جِماحُها

وَأَضَلَّها التَمويهُ وَالإيهامُ

خُلُقٌ يَهُبُّ الشَرُّ مِنهُ وَتَرتَمي

فِتَنٌ تَروعُ الآمِنينَ جِسامُ

سوسوا أُمورَكُمُ سِياسَةَ حازِمٍ

فَلَعَلَّ مُعوَجَّ الأُمورِ يُقامُ

أَسَفي عَلى المُتَباغِضينَ وَقَد رَأَوا

أَنَّ الفَلاحَ تَوَدُّدٌ وَوِئامُ

شَرَعوا العَداوَةَ بَينَهُم لَم يوصِهِم

دينُ المَسيحِ بِها وَلا الإِسلامُ

عَوَتِ الثَعالِبُ أَمسَ حَولَ عِرينِهِم

وَاليَومَ يَزَأَرُ حَولَهُ الضِرغامُ

جَثموا بِمُستَنِّ الهَوانِ وَما دَرَوا

أَنَّ الحَياةَ تَدافُعٌ وَزِحامُ