يا أيها القوم ماذا في حقائبكم

يا أَيُّها القَومُ ماذا في حَقائِبِكُم

إِنّي أَرى الشَعبَ قَد أَودى بِهِ القَلَقُ

جِئتُم إِلَينا فَباتَت مِصرُ راجِفَةً

مِمّا حَمَلتُم وَكانَ النيلُ يَحتَرِقُ

أَيَعلَمُ القَومُ أَنّا لا حُلومَ لَنا

أَم يَجهَلُ الوَفدُ أَنّا لَيسَ نَتَّفِقُ

لَقَد أَقاموا طَويلاً بَينَ أَظهُرِنا

فَما وَثِقنا بِهِ يَوماً وَلا وَثِقوا

شَدّوا العِصابَ وَرَدّوا رَأيَ ساسَتِهِم

إِنَّ السِياسَةَ مِنها الجَهلُ وَالخَرَقُ

لا يَعبَثِ اليَومَ بِاِستِقلالِكُم أَحَدٌ

وَلا يَغُرَّكُمُ التَضليلُ وَالمَلَقُ

ضُمّوا القُوى حَولَهُ لا تَذهَبوا شِيَعاً

فَما لَكُم بَعدَهُ في العَيشِ مُرتَفَقُ

أَما تَمُضُّكُمُ الأَحكامُ جائِرَةً

وَلا تَعَضُّكُمُ الأَغلالُ وَالرَبَقُ

ماذا جَنى الوَفدُ إِلّا ما يُقالُ لَكُم

اللَهُ أَكبَرُ جَدَّ الأَمرُ فَاِستَبِقوا

الدَهرُ يَنظُرُ وَالأَجيالُ شاهِدَةٌ

وَالحُكمُ لِلَهِ لا خَوفٌ وَلا فَرَقُ

لا تَظلِموا مِصرَ إِنَّ البِرَّ آيَتُهُ

أَلّا يُرَوِّعُها ظُلمٌ وَلا رَهَقُ

هَل عَقَّ مَنبِتَهُ أَو خانَ أُمَّتَهُ

إِلّا اِمرُؤٌ مالَهُ دينٌ وَلا خُلُقُ

اِستَعبَدَ المالُ قَوماً لَو يُقالُ لَهُم

خوضوا إِلَيهِ عَذابَ اللَهِ لَاِنطَلَقوا

هُمُ الأَئِمَّةُ مِن زُهدٍ وَمَن وَرَعٍ

لَو كانَ يَنخَدِعُ العَرّافَةُ اللَبِقُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَن يَقضي القَضاءُ لَنا

يَوماً فَتَختَلِفُ الأَهواءُ وَالطُرُقُ

طالَ اللَجاجُ وَأَمسى الناسُ قَد تَبِعوا

سُبلَ الخِلافِ فَمُنشَقٌّ وَمُفتَرِقُ

لا يَدَّعِ القَومُ أَنّا أُمَّةٌ هَمَلٌ

فَلا وَرَبِّكَ ما بَرّوا وَلا صَدَقوا

سَيَتبَعُ الجِدَّ مَن لا يَستَفيدُ لَهُ

وَيَعرِفُ الحَقَّ مَن يَهذي وَيَختَلِقُ

صَبراً عَلى قَومِنا حَتّى يَثوبَ لَهُم

مِن عازِبِ الحِلمِ ما أَلوى بِهِ النَزَقُ