يا ابني خويلد أي شر هجتما

يَا ابْنَيْ خُوَيْلِدَ أيَّ شَرٍّ هِجْتُما

إن كانَ مَن يَبغِي المُحالَ فأنتما

أَفَتَدْعُوانِ إلى قتالِ مُحمّدٍ

هَلّا إلى غيرِ القتالِ دَعَوْتُما

ما كان قيسٌ في النصيحةِ جاهلاً

بل كان أعلمَ بالصّوابِ وأَحْزَما

ينهاكما أن تفعلا ويَخافُها

مشبوبةً تَجرِي جَوانِبُها دما

بَعَثَ النبيُّ الجيشَ تَحتَ لوائِهِ

بطلٌ إذا نَكَصَ الفوارسُ أقدما

هو ذاك عبدُ اللهِ في أصحابِهِ

يَمشِي إلى قَطَنٍ قَضاءً مُبْرَمَا

فتأهَّبا يا ابْنَيْ خُويلدَ وَاجْمَعَا

للحربِ جَمْعَكما ولا تَتَندَّما

سر يا دليلَ الجيشِ في بَرَكاتِهِ

وَاسْلُكْ إلى فيْدَ الطريقَ الأقوما

هِيَ مُنتواهُ فليس يَبغِي غيرهَا

لِشَبَا القواضِبِ مُنتوىً ومُيمَّما

يا دائباً يَصِلُ الدياجِرَ بالضُّحَى

سِرْ في سَبيلِكَ إن أردتَ المغنما

إنّ الأُلَى جعلوكَ رائدَهم أَبَوْا

إلا السَّخاءَ فما أبرَّ وأكرما

دَرجوا على دينِ الفِداءِ فما بهم

عِندَ الحفيظةِ ما يُعابُ ويُحْتَمَى

أين الرجال ألا فتى ذو نجدة

يرمي بمهجته العجاج الأقتما

أين الرجالُ أَفَارَقُوا أوطانَهم

أم أصبحوا مِلءَ المضاجِعِ نُوَّما

يا ابْنَيْ خُوَيْلِدَ جَرِّدا سَيْفَيْكُما

حَذَرَ العِدَى وَتَقدَّما لا تُحجِما

يا ابني خُويلدَ أين ما أعددتُما

للحربِ تَسْتَلِبُ الكَمِيَّ المُعلَما

أعددتما الجُبنَ المُذِلَّ لتسلما

فهلكتما وكذاك يَهلَكُ ذو العَمَى

أسلمتما النَّهبَ السليبَ وإنّه

لأجلُّ منزلةً وأعظمُ مِنْكُما

رَجَعَ الغُزَاةُ به كراماً ما لقوا

كَيْداً يُرَدُّ ولا أصابوا مُجرما

اللَّهُ طهَّرهم وصانَ سُيوفَهُم

سُبحانَهُ أَسْدَى الجميلَ وأنعما

هم حِزبُهُ لا حِزْبَ إلا دونهم

وَلَو اَنَّهُ اتَّخَذَ الكواكبَ سُلَّما