يا بني سعد بن بكر مرحبا

يا بني سَعْدِ بنِ بكرٍ مرحبا

بادروا القومَ فُرادَى وثُبَى

غَشِيَتْكُم من يَهودٍ فِتنةٌ

كالحَبِيِّ الجَوْنِ يُرخِي الهيدبا

إنّ في خَيبَر من سُمْرِ القنا

عَدَدَ التمرِ ومن بيضِ الظُّبَى

هِيَ للأبطالِ أزكى مطعماً

يا بني سعدٍ وأشهى مَشربا

هل ترون اليومَ إلا مِقنباً

من حُماةِ الحقِّ يتلو مِقنبا

إنّه يومُ عليٍّ فَاصْبِروا

أو فَحيدوا عنه يوماً أشهبا

يا بني سعدِ بن بكرٍ إنّه

مارِجُ الهيجاءِ يُزجِي اللَّهبا

احذروها وارْحموا أنفسَكم

لا تكونوا في لَظاها حَطَبا

دَلَّهُ منكم عليكم رَجُلٌ

خَشِيَ القتلَ وخافَ العَطَبا

عَينُكم صيَّرها عيناً لكم

فَاعْجَبوا للأمر كيف انْقلبا

زحَفَ الجيشُ فَذُبْتُم فَرَقاً

وَارْتَمَى البأسُ فَطِرْتُم هَرَبا

ليس غير النّهبِ ما يمنعه

منكم اليومَ امرؤٌ أن يُنهبَا

نكبةُ التَّمرِ فلولا شؤمُه

لم يَذُقْ آلامَهَا من نُكِبا

أفما جَرّبتُمُ القومَ الأُلى

خُلِقُوا للشّرِّ فيمن جَرَّبا

هم وباءُ الأرضِ أو طاعونُها

شرعوا السُّحْتَ ودانوا بالربا

غَضِبَ اللّهُ عليهم فَرَضُوْا

رَبِّ زِدْهُم كلَّ يومٍ غَضَبَا

هالكٌ من ظنّ ممّن يَعتدِي

ويُعادِي اللّهَ أن لن يُغلبَا

وأضلُّ النّاسِ في دنياهُ مَنْ

وَضَح الحقُّ فولَّى وأَبَى