يا مالكا عنت الوجوه لعزه

يا مالِكاً عَنَتِ الوجوهُ لِعزّهِ

وتَواضعتْ لجِلالهِ الأَعناقُ

تأتي فتعثرُ بالطُّبولِ وربّما

عثرت بها وبركبكَ الأبواقُ

وإذا رَحلتَ لآخرين مَطيّةً

فَرِحالُها الأسماعُ والأحداقُ

أَوَ كلّما ذَهبتْ رِكابُكَ أو أَتتْ

رَجفَ الزّمانُ وضجّتِ الآفاقُ

هَفتِ الجُموعُ ولو أَذِنْتَ لِغيرِها

طارت إليك الدُّورُ والأسواقُ

تلك الحفاوةُ لو أفادَ تصنُّعٌ

وأعزَّ شأنَ الحاكمين نِفاقُ

لو كنتَ في غيرِ الكنانةِ ما احْتَفتْ

إلا بكَ الأغلالُ والأطواقُ

لَكَ من مَساوِي الحُكم كلُّ كبيرةٍ

رِيعَتْ لها الأقلامُ والأوراقُ

الظُّلمُ دِينٌ والتعسُّفُ شِرعةٌ

والغَدْرُ عَهدٌ والهَوى ميثاقُ

يُدْلي إليك المجرمون بِمالِهِم

والله ينظرُ والدّمُ المُهراقُ

مُثْرٍ يَدوسُ على الرُّؤوسِ ومُعدَمٌ

يُودِي بِثابتِ حقِّهِ الإملاقُ

يَدعوكَ ذُو الرّكنِ الضَّعيفِ لنصرهِ

فتنوءُ آونةً وتهوِي السّاقُ

وإذا الوُلاةُ إلى الولائِم أَمْعَنوا

رَكضاً فأنت الأَبلجُ السبَّاقُ

أنت العليمُ فَصِفْ لنا حُكمَ الهَوى

وتَوجُّعَ الوِجدانِ كيفَ يُطاقُ

خَصمان يَعصفُ بالمضاجعِ منكما

تحت الظّلامِ تَغضُّبٌ وشِقاقُ

سكنت قُلوبُ الصّالحين وما ارْعَوى

فوق الحَشِيَّةِ قلبُكَ الخفّاقُ

يَنْفِي دبيبَ النومِ حين تَحسُّهُ

همٌّ يثورُ ولوعةٌ تنساقُ

قد كان ذلك ثمّ ثابَ إليكما

بعد الخصام تآلفٌ ووِفاقُ

وإذا تتابعتِ الذُّنوبُ على امرءٍ

سكنت إليها النّفسُ والأخلاقُ

شرُّ الشُّعوبِ من الحياةِ مكانةً

شعبٌ بأيدي الجاهلين يُساقُ

الحكمُ عند المصلحين كفايةٌ

والعُرْفُ عند ذوي النُّهَى استحقاقُ

وأرى النّفاقَ من الشُّعوبِ سجيّةً

يعيا بِمُعضلِ دائها الحُذّاقُ

جُنَّ المُنافِقُ بالحياةِ وما درى

أنّ الحياةَ يُفِيضُها الخلّاقُ

مَلكَ الخلائقَ أجمعين وقُدِّرتْ

بِيَمينهِ الأقسامُ والأرزاقُ

وأفاضَ من عدلٍ ومن حُرِّيَّةٍ

فيهم فلا ظُلمٌ ولا اسْتِرقاقُ

لا تسبقِِ النّفسُ الأبيَّةُ حِينَها

يوماً ولا يعتاقها الإشفاقُ

تبدو القيودُ فتقشعرُّ جُلودُنا

والجهلُ قيدٌ مُحكَمٌ ووثاقُ