يا هند حسبك مغنما وكفاك

يا هندُ حسبكِ مغنماً وكَفاكِ

إنّ الذي يَهدِي النُّفوسَ هَداكِ

أقبلتِ تُرخِينَ القناعَ حَيِيَّةً

تُخفينَ نفسَكَ والنبيُّ يَراكِ

أوَ لَستِ هِنداً قلتِ في خَجَلٍ بَلَى

لا تخجلي فاللّهُ قد عَافاكِ

داويتِ بالإسلامِ قلبكِ فاشتَفَى

وغَسَلْتِ من تلكِ الجريمَةِ فَاكِ

لا تَذكُرِي الكَبِدَ التي مَارَسْتِها

فَأَبَتْ عَليكِ لعلّها تَنساكِ

وَدَعِي قلائِدَ يومِ بَدرٍ وَالْبَسِي

في بَهْجَةِ الفتحِ المُبينِ حِلاكِ

أَخَذَ الهُدَى بكِ في سبيلِ مُحَمَّدٍ

فَخُذِي عنِ الشَّيخِ الجليلِ أذَاكِ

ما كان بالمفتونِ حِينَ شَتَمْتِهِ

وبَلَغْتِ في سُوءِ الصّنيعِ مَدَاكِ

قُلْتِ اقتلُوهُ ولو أطاعَكِ جَمعُهُم

لَجَرى الدَّمُ المسفوكُ من جَرَّاكِ

يا هندُ إنّ الحقَّ أعظمُ صَوْلَةً

مِن أَنْ يَهابَكِ أو يَهابَ أباكِ

ما مِثلهُ إن رُمْتِ في الدّنيا أباً

يا بنتَ عُتبةَ مِن أبٍ يَرعاكِ

مَنْ قَدَّمَ الدُّنيا فليس ببالِغٍ

ما قدَّمَتْ عِندَ الرسولِ يَدَاكِ

فِيمَ اعتذارُكِ والهديَّةُ سَمحةٌ

وهَواكِ في تَقْوَى الإلهِ هَواكِ

بايعتِ أهدَى العالمينَ طريقةً

ورَضِيتِ منه مُهَذَّباً يَرضَاكِ

يَنْسَى الإساءَةَ وَهْيَ جُرحٌ بالغٌ

ويعوذُ بالخُلُقِ الكريمِ الزّاكِي

مهما تَنَلْهُ المُحفِظاتُ مِنَ الأُلَى

جَهِلوا فليس بعاتبٍ أو شاكِ

أَعَجِبْتِ إذ ذَكَرَ الفواحِشَ هادياً

فَنَهَى اللّواتِي جِئْنَهُ وَنَهاكِ

إن تَعْجَبِي لِلعِرضِ يُبذلُ هَيِّناً

وهو الحياةُ بأسرها فَكَذاكِ

عِرضُ الحرائِرِ ما عَلمتِ وإنّما

يَرضَى سِواهُنَّ الزِّنَا وَسِواكِ

يَحْفَظْنَهُ ويَذُدْنَ عن مَمنوعِهِ

شَهواتِ كلِّ مُخادِعٍ فَتَّاكِ

تَأْبَى التي منهنّ يَقتلُها الطوى

أن يشترى بذخائر الأملاكِ

وتصدُّ معرضةً تضنُّ بنفسِها

ولو اَنّ مَضجَعَها ذُرَى الأفلاكِ

عارُ الزِّنَا يُخزِي الوُجوهَ وشَرُّه

يَرمِي البلادَ وأهلَهَا بِهَلاكِ

يا هِنْدُ إنّ اللَّهَ أمضى حُكْمَهُ

فَكفَاكِ سُوءَ عذابِهِ وَوَقاكِ

أُوتيتِ زَادَكِ مِن تُقىً وهدايةٍ

فَتَزوَّدِي سُبحانَ مَن نَجَّاكِ