زفير جوى منه الحشا قد تلذعت

زَفِيرُ جَوًى مِنْهُ الْحَشَا قَدْ تَلَذَّعَتْ

وَأَيْدِي النَّوى جَارَتْ عَليَّ وَمَا رَعَتْ

رَعى اللهُ مَنْ قَدْ وَدَّعَتْني وَأَوْدَعَتْ

زُجَاجَةُ قَلْبي بِالْهَوى قَدْ تَصَدَّعَتْ

وَعَنْ جَبْرِهَا أَبْدَيْتُ هِمَّةَ عَاجِزِ

أَحِبَّةُ قَلْبي قَدْ أَطَالُوا بِعَادَهُمْ

وَلِمْ هَجَرُوا مَنْ لَمْ يُخَالِفْ مُرَادَهُمْ

فَيَا عَادِلاً لَوْ أنَّ عَدْلي أَفَادَهُمْ

زَعَمْتُمْ بِأَبِّي قَدْ سَلَوْتُ وِدَادَهُمْ

وَذَلِكَ حُكْمُ فِي الْهَوى غَيْرُ جَائِزِ

حَلَفْتُ بِآيَاتِ الْكِتَابِ المُنَزَّلِ

وَوَقْفَتِنَا فِي كُلِّ رَبْعٍ وَمَنْزِلِ

لِطُولِ غَرَامِي فِيهِمُ وَتَغَزُّلي

زَوَيْتُ مَنَامِي عَنْ جُفُوني بِمَعْزِلِ

وَأَبَعدْتُ نَفْسي عَنْ فِرَاشِي بِحَاجِزِ

لَقَدْ أَكْثَرَ اللاحِي وَلجَّ مُفَنِّدِي

وَطَالَ رُجُوعِي نَحْوَهُمْ وَتَرَدُّدِي

أَقُولُ وَقَدْ صَافَيْتُهُمْ بِتَوَدُّدِي

زِيَادَةُ أَشْوَاقي وَنَقْصُ تَجَلُّدِي

وَمَا نِلْتُ مِنْ ذُلِّ فَمِنْ عِزِّ نَاشِزِي

هَوَاهُمْ لِقَلْبي مُتْعِبٌ لاَ يُرِيحُهُ

وَصَبْرِيَ مَيْتٌ وَالْفُؤَادُ ضَرِيحُهُ

وَسَهْمُ جَفَاهُمْ كَيْفَ يَبْرَا قَرِيحُهُ

زَمَانُ سُلُوِّي لاَ يُسَامُ مَسِيحُهُ

وَزَادَ غَرَامِي بِالصَّبَابَةِ وَاكِزِي

جَلاَبِيبُ سُلْوَاني بِهِمْ قَدْ تَمَزَّقَتْ

وَأجْفَانُ عَيْني بِالبُكَاءِ تَأَرَّقَتْ

أُنَادِي وَلي نَفْسٌ إلَيْهِمْ تَشَوَّقَتْ

زَخَارِفُ أَقْوَالٍ مِنَ الْحِبِّ لُفِّقَتْ

بِوَعْدٍ طَوِيلٍ عُمْرُهُ غَيْرُ نَاجِزِ

أُعِزُّ عَزِيزاً عَالِماً بِصُدُودِهِ

كَأَنَّ احْمِرَارَ الْوَرْدِ فَوْقَ خُدُودِهِ

أَقُولُ وَقَدْ طَالَ المَدَى فِي وُعُودِهِ

زُلاَلُ اللَّمَى قَدْ صَدَّني عَنْ وُرُودِهِ

فَذَاكَ لَعَمْرِي حُكْمُهُ حُكْمُ جَائزِ

قَضِيبُ نَقاً بَسْبي الْعُقُولَ بِخَطْرَةٍ

يُحَاكِي بِسحْرِ اللَّحْظِ غِزْلاَنَ وَجْرَةٍ

وَصُبْحُ جَبِينٍ فِي دُجُنَّةِ طُرَّةٍ

زَنَتْ مُقْلَتي إذْ خَالَسَتْهُ بِنَظْرَةٍ

فَجَدَّتْ بِتَسْكَابِ الدُّمُوعِ اللَّواعِزِ

تَغَنَّتْ حَمَاماتُ الأَرَاكِ عَلىَ فَنَنْ

فَهَيَّجَني شَوْقُ الْمَنازِلِ والزَّمَنْ

وَقَدْ صَدَّ مَنْ أَهْوَاهُ لَمْ يَعْرِفِ الْوَشَنْ

زَمَاني غَدَا فِي رَاحَتَيْهِ وَكُلُّ منْ

سَعى تَحْتَ قَهْرِ الْحُبِّ لَيْسَ بِفَائِزِ

غَزَالٌ ثَنَى عَنَّي وَشَطَّ مَزَارُهُ

إذا رُمْتُ مِنْهُ الْوَصْلَ زَادَ نِفَارُهُ

فَوَجْنَتُهُ وَرْدٌ وَآسٌ عِذَارُهُ

زِنَادٌ بِقَلْبي لَيْسَ يَخْبُو شَرَارُهُ

وَكَمْ فِيهِ سِرٌّ كَامِنٌ غَيْرُ بَارِزِ

أَنُوحُ عَلىَ الأَحْبَابِ فِي السِّرِّ وَالْعَلنْ

وَأَنْدُبُهُمْ فِي عَرْصَةِ الدَّارِ وَالدِّمَنْ

وَلَمَّا رَأيْتُ الشَّيْبَ فِي مَفَرِقي سَكَنْ

زَجَرْتُ فُؤَادِي عَنْ هَوَاهُمْ بِحُبِّ مَنْ

لِمَادِحِهِ فِي الْحَشْرِ أسْنَى الجَوَائِزِ

بِهِ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ تَزْهُو قُصُورُهَا

وَلَوْلاَهُ مَا كانَتْ وَلاَ كَانَ نُورُهَا

قُلُوبٌ بِهِ تَحْيَى فَتَمَّ سُرُورُهَا

زَهَا نُورُهُ وَالشَّمْسُ لَمْ يَجْفَ نُورُهَا

وَلَمْ تَفْتَقِرْ يَوْماً إلَى رَمْزِ رَامِزِ

لَقَدْ جَاءَنَا بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ

وَفِي لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ فَازَ بِقُرْبِهِ

وَقَدْ خَصَّهُ الْمَوْلى بِغُفْرَانِ ذَنْبِهِ

زَرَعْتُ بِقَلْبي وَاعِداً وَعْدَ حُبِّهِ

وَأسْقَيْتُهُ دَمْعِي لِبُعْدِ الْمَفَاوِزِ

إذَا ظَهَرَ الْمَخْفِيُّ عَنْ كُلِّ سَالِكِ

وَضَاقَ عَلىَ الْعَاصِي فَسِيحُ الْمَسَالِكِ

نَفُوزُ بِهَا مِنْ موْقعَاتِ الْمَهَالِكِ

زَكِيٌّ ذَكِيٌّ شَافِعٌ عِنْدَ مَالِك

كَريِمٍ رَحِيمٍ غَافِرٍ مُتَجَاوِزِ

مَدَائِحُهُ كَالشَّهْدِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

إذَا ذُكِرَتْ يُجْلى بِهَا قَلْبِيَ الصَّدِي

شَفَاعَتُهُ تُرْجى لِكُلِّ مُوَحِّدِ

زِيَادَةُ مَجْدِي فِيهِ مَدْحُ مُحَمَّدِ

وَثَبْتُ جَنَابي فِيهِ وَقْعُ الْمَراهِزِ

أُصَلِّي عَلَيْهِ بِالدَّوَامِ لأَنَّهُ

إذا جَاءَهُ الرَّاجِي يُحَقِّقُ ظَنَّهُ

وَيُدْرِكُ بَعْدَ الْخَوْفِ وَالرَّوْعِ أَمْنَهُ

زِيَارَتُهُ حَتْماً عَلَيْنَا لأنَّهُ

دَعَانَا إلى سُبْلِ الْهُدى بِالْمَعَاجِزِ

أَضَاءَتْ لَنَا الدُّنْيَا بِنُورِ سَنَائِهِ

وَكَمْ فُكَّ مَأْسُورٌ بِهِ عَنْ عَنَائِهِ

لَهُ صِدْقُ وَعْدٍ زَانَهُ بِوَفَائِهِ

زَكَيْتُ بِمَا ألْفَيْتُهُ مِنْ ثَنَائِهِ

وَأَصْبَحْتُ فِي حِرْزٍ مِنَ الأَمْنِ حَارِزِ

لَقَدْ نَالَ مِنْ مَوْلاَهُ أَمْناَ بِحِرْزِهِ

وَقَدْ خَصَّهُ فِيمَا أَشَارَ بِرَمْزِهِ

بِهِ يَتَحَلى نَاظِرُ الْمُتَنَزِّهِ

زَفُوفٌ لأَهْلِ الشِّركِ ذَلَّتْ لِعِزِّهِ

فَلا قَائِلٌ فِي الْقَوْمِ هَلْ مِنْ مُبَارِزِ

سُيُوفُ الْمَنَايَا مِنْ دِمَاهُمْ ذَوَارِفُ

أَحَاطَ بِأَهْلِ الْبَغْيِ مِنْهَا زَوَاحِفُ

وَأَدْرَكَهُمْ مِنْ بَعْدِ أَمْنٍ مَخَاوِفُ

زهُوُّهُمُ قَدْ بَهْرَ جَتْنَا صَوَارِفُ

بِحَدِّ الْمَوَاضِي وَالرِّمَاحِ الرَّوَاكِزِ

أَمُوتُ عَلى حُبِّ النَّبيِّ وَأُقْبَرُ

وَأَحْيى عَلى حُبِّي لَهُ حِينَ أُحْشَرُ

أَقُولُ وَوُدِّي فِيهِ لاَ يَتَغَيَّرُ

زِنُوا الْمَدْحَ فِيهِ قَوْلٌ مُحَرَّرُ

تَضَمَّنَ وَصْفاً كَامِلاً غَيْرَ عَاجِزِ