أتدري بعذري في شكاتي وتعلم

أتدري بعذري في شكاتي وتعلمُ

وتكثر لومي إنك الآن أظلمُ

توهمتَ أني حلت عن مبدئي الذي

نشأت عليه بئس ما تتوهم

فآخذتني بالعتب عند وجوبه

وعتبي على الترك انصرافٌ إليهم

أيرثي لبلواي الغلاظ قلوبهم

وتغضب إن أبصرتني أتألم

لقد كنت أرجو أن تؤيد حجتي

بأبلغ منها أيها المتحكم

وتجهر مثلي بالذي لو كتمتُهُ

كتمتُ لظىً في مهجتي يتضرم

وأبناء مصر في افتقار إلى الذي

يعبر عما أضمروا ويترجم

ويرفع شكواهم إلى الترك واصلاً

علائق عهد أصبحت تتصرم

لعمرك لولا فرط خوفي عليهم

لكنت بعيشي لاهياً أتنعم

وقد آن أن أبدي جواي لعلني

أرى راحة أو مشفقاً يترحم

ولو لم أجد داء المواطن نومهم

لما بت فيهم ساهراً أتجشم

فلا تنكرن حبي لهم إن ذممتهم

فقد يقتل الصبُّ الحبيبَ ويعدم

وتصغر بعد الإثم للمرء نفسه

فيقتص منها ناقماً حين يندم

إذا لم أمتع منهم بتحية

فلا هم أحبائي ولا أنا منهم

وإن لم يظاهرهم لساني فلا مضت

لهم في أعاديهم سيوف وأسهم