أصاحبة الحكم الذي وسع الورى

أصاحبةَ الحكمِ الذي وسع الورى

وناشرةَ العدلِ الذي هو أوسعُ

وحاملة التاج المنير كأنه

بِزهر النجوم النيرات مرصَّعُ

وقاهرة الأشرار بالقوة التي

إليها يفرُّ المستجير ويفزع

وسلطانة البحر الذي ملء لجِّهِ

أساطيل تحمي ما ملكتِ وتمنع

وفاتحة الأقطار شرقاً ومغرباً

فلا يختفي عنهن للشمس مطلع

وأم الملوك السائرين إلى العلى

فكلهمُ بالملك والفتح مولع

أتاك الردى بعد الثمانين مطفئاً

ضياء حياة كان في الأرض يسطع

وما رده جمعٌ يحفُّكِ حارساً

وآخر يدعو بالشفاء ويضرع

فأحزنت شعباً مخلصاً لك ودَّه

فأصبح في آلامه يتوجع

وكاد يذوب البر من لهب الجوى

ويلتهب البحر الذي هو أجزع

وغادرت جنداً ما سهام عداته

بأكباده من سهم نعيِكِ أوقع

لقد كان يسعى في رضاك بغزوه

وباسمك يسطو في الأعادي ويقرع

فهل ثبتت أقدامه اليوم والأسى

يُضيِّعُ من إقدامه ما يضيع

لقد صار هذا المصرع الآن عبرة

لمن بات في الدنيا الدنية يطمع