تحية لكم في السر والعلن

تحية لكم في السر والعلنِ

وموثق يا حماة الشعب والوطنِ

وعزة للذي شئتم وتكرمة

لما تعدون للمستقبل الحسن

دارت بعيدكم الأعياد واحتشدت

ميمونة في ثغور الملك والمدن

ورحبت بالوفود الدار حافلة

بكل جذلان ملء العين والأذن

تمثل القوم فيها كل طائفة

من المرافق والآمال والمهن

ويجمع الرأي فيها صائباً جللاً

صدق الزعامة من موفٍ ومؤتمن

يومان مرّا بأبطال القضية في

وقائع النصر لا الفوضى ولا الفتن

وحانت الفرصة الأولى ممهدة

لفرصة في ضمير الدهر لم تحن

وامتدت السبْل للركبان واعتدلت

هوج العواصف والأنواء للسفن

ولان للحق من طالت شدائده

على البلاد فلم تذعن ولم تلن

يرضى الأباة وقد أعياهُ بأسُهُمُ

لدى المكاره والأسواء والمحن

عساه بعد التجاريب التي سلفت

يطهر الجو من تياره العَفن

يا مقبلين بمصدوق المنى زمراً

ملء الميادين والآفاق والقنن

حملتم العبء عن أندادكم ولهم

حق الشريكين من أجر ومن ثمن

وما تأهبتم إلا لمتصلٍ

بما لهم من جميل الصنع مقترن

وقد غنيتم عن الثارات وهي دم

براحة البال بعد الشجو والشجن

والمرتجي فرحاً من بعده حرجٌ

كالمرتجي قوة من موضع الوهن

والمشتهي الحكم ممن ليس يأمنه

كشارب السم يستشفي من السمن

أنا المؤدي إلى الوادي أمانته

منكم لأرضيَ نفسي لا ليجزيني

ولو وهبت لغير المصلحين يدي

لكان أفضل مني عابد الوثن

وقد حَزَمَتُ على قلبي وجئتكمُ

بكل مدخر فيه ومختزن

وكنت أرجئُ ما أنوي إلى أجل

حتى ظفرت بميعاد من الزمن

أسلفت أمراً ولي عذري عليه فما

أقولُ ليتَ الذي أسلفت لم يَكُن

وما رضيت لنفسي غير فطرتها

وما قبلت سوى ثوبي على بدني

وكان أولى بذاك العتب منِّيَ من

رأيته ملء أجفاني ولم يرني

أوليتُه النصح من لطفي فأغفله

فجئته بالنذير الرادع الخشن

وليس أظلم في الأحباب عنديَ من

شاك أشاطره النجوى وينكرني

في ذمة اللّه ما قومت من سنن

للجانبين وما قدمت من منن

من لي بصلح يعيد الشمل بينهمُ

كالصلح بين الحجازيين واليمن

فلا يبيت أخ يبغي الأذى لأخ

ولا يبيت أبٌ لابنٍ على ضغن

ولا أتابع إلا من يتابعني

ولا أكرّم إلا من يكرمني