قلب الدهر الشؤونا

قلب الدهرُ الشؤونا

وتخلّى القائمونا

وأتى الأمر كما سا

يره المنتظرونا

يغضب الراضين عن أم

س ويُرضي الغاضبينا

ولقد عاد ضجيجاً

فيه ما كان حنينا

وطوى المستقبلونا

صفحة المستدبرينا

وهوىً سار شمالاً

وهوى سارٍ يمينا

لم نزل في كل شيء

بيننا مختلفينا

لم تؤلفنا المقاد

ير أمام الغالبينا

بدلوا اليوم طريقاً

بطريق يبتلونا

وأطالوا بين آبا

ء عراكاً وبنينا

واشتفى من أهله من

ساءه الأهل سنينا

ولقوا منَّا لَهُم هَ

ذا على هذا معينا

والذين اضطُهدوا اليو

م غداً ينتقمونا

والذي يشمت في الشا

كي سيلقى شاميتنا

حِيَلُ القوم وما زا

لت ضروباً وفنونا

قد أجادوها شباكاً

وأعدوها كمينا

عركوا الكل فساوى ال

آخرون الأولينا

ما عرفنا من يزكُّو

ن ومن يتهمونا

وجزاء الساكنينا

كجزاء الثائرينا

وقديماً كان سلطا

نهمُ بأساً ولينا

جنَّ بالعزل وبالتو

لية الناس جنونا

وتلاقوا عند من فر

رقهم يحتكمونا

حسبوا التغيير تفري

جاً عساهم يسلمونا

ومضوا فيه بحاجا

تهمُ يبتهلونا

أجلاء الخصم ما را

حوا به يحتفلونا

من هو المحدث هذا

بينهم هل يعلمونا

وفضول ما جرى أم

هو أمر المالكينا

هبة مرّ سواها

واسترد الواهبونا

وخداع لم يزل تع

مية للغافلينا

أين بالحرية اليو

م لمصر الهاتفونا

ونصيب الوطن الأق

دس فيما يطلبونا

أي عيش يشتهَى في

حوزة المستعمرينا

أربع مرت ولو شا

ءوا لكانت أربعينا

وعسى هذا نذير

يزع المستوزرينا

وقضاءٌ بعده يص

طلحُ المختصمونا

إن في الحزبية الآ

فةَ والداءَ الدفينا

ما الذي يصنعه الحا

ضر بعد الذاهبينا

وقرارٌ عهده أم

سبب للآخرينا

إننا للعمل الصا

لح نرجو أن يكونا

حسبه أن عطل الدس

تور أو ألغى اليمينا

راحة الهدنة بين ال

أخوة المقتتلينا

وإذا القانون لم تن

فذْه أيدي الواضعينا

فقديم السابقينا

كجديد اللاحقينا

وصدور الحافظينا

كسطور الكاتبينا

إنما الأبقى على الده

ر نظام المصلحينا

وصواب الرأي لا يغ

ني بغير العاملينا

ولنا سنَّتنا لا

ما يسنُّ الداخلونا

خف ما فيه تغالى ال

آملون المسرفونا

واكتفى بالممكن المُح

تَمَلِ المقتصدونا

وانتهى المشترطونا

بالذي يقترحونا

واستوى المستعجلونا ال

آن والمستمهلونا

والذي طاروا به ما

زال رجماً وظنونا

ولقد يعبس بعد ال

مرح المستبشرونا

لمن اليوم نعد ال

شعر والوحي المبينا

إننا بعد التجاري

بِ لنأبى أن نهونا

كم رفعنا بالأمادي

حِ رجالاً أغفلونا

وائتمناهم على العه

د فلم نلق أمينا

لم ننل فيما أنلنا

هم قلوباً وعيونا

وانقضت تلك الأحادي

ث وقد كانت شجونا

قادة الشعب وأين ال

قادة المؤتلفونا

كلكم مارس في الح

كم عناء الحاكمينا

ما الذي فاز الأقلُّو

ن به والأكثرونا

وأحق الناس بالعذ

رِ ولاة الأمر فينا

أتعدون لحرب ال

غد جنداً وحصونا

ولقد جاء بها من

كل جوٍّ منذرونا

لم تفكر مصر فيها

وهي شغل العالمينا

وسنغشاها كحرب ال

أمس عزلاً مكرهينا

هل عرفنا الآن ما نح

ن إليه صائرونا

لست من أهل التقالي

د ولا المتبعينا

لم أكن في جانبٍ حي

ناً وفي آخرَ حينا

ولي المبدأ أرعا

ه وفاءً ويقينا

أبتني للأمة العز

زةَ والخلق المتينا

وأرى في جمعها الشم

ل لعقباها ضمينا