لعمرك ما استبكى عيوني واعظ

لَعمرُك ما استبكى عيونيَ واعظٌ

بأبلغ من هذي الرواية موقعا

فقد صار معناها لقلبي آيةً

يذوب لذكراها جوى وتوجُّعا

وأشفقتُ من بلوى حبيبين لم تَطِب

حياتهما في الحب حتى يُفَجَّعا

أنيسينِ أحلى من جنى الزهر منطقاً

وأطهر من ظبيِ الخميلة مرتعا

وَلُوعَيْنِ بالإحسان طبعاً وفطرة

إذا صنع الناسُ الجميلَ تَطَبُّعا

إذا وجدا ذا كربةٍ جَزِعا له

فلم يهجعا حتى يقرَّ ويهجعا

إلى غير جمع الرزق لم يتفرَّقا

وفي غير حمد اللّه لم يتجمعا

فلم يعرفا إلا الفضيلة مشرعاً

ولم يألفا إلا البساطة مترعا

قنوعينِ بالرغد الذي فيه أصبحا

ولم يبغيا غير التزوُّج مطمعا

وأنهما أولى به كي يمثِّلا

شريكي حياة في النعيم تمتعا

فما لبثا أن حال بينهما النوى

وما اتصل القلبان حتى تقطَّعا

فَإِلْفٌ قضى غرقاً وإلف قضى أسىً

وحين درتْ أُمَّاهما قَضَتا معا

فأحزن سُكَّانَ الجزيرة ما دهى ال

عشيرة واعتادوا البكاء المرَجّعا

ولم يسلني إلا يقينيَ أنها

أثيبت من الباري بأعلى وأوسعا