لك تاج مصر وعرشها ولواؤها

لك تاج مصر وعرشها ولواؤها

تعنو لأمرك أرضها وسماؤها

ينساب باسمك نيلها عذباً كما

يمتد فيها خصبها ورخاؤها

سلطان آباء ملكت فزدتَه

في أمة مضمونة أعباؤها

شرِّق وغرِّب فالبلاد أمينة

دهماؤها منقادة دأماؤها

وإذا استوت نعماك في أجزائها

فقد استوت في طاعة أجزاؤها

لولاك ما وفَّى الديار قطينها

حباً ولا ملأ القلوب رجاؤها

زرت السلوم وإنَّها لوديعة

وأمانة حق عليك أداؤها

ومن المكارم أن تكون هدية

أبوية في قبضتيك بقاؤها

أفضى إليك بها الخليفة يتقي

أخطارها ويخافها أعداؤها

مدت إليك جبالها أعناقها

متلمسات وانطوت بيداؤها

وأتت إليك مرحبات تبتغي

شرف الرعاية أسدها وظباؤها

وشهدت في بطحاء برقة أمة

مطلولة حول الذمار دماؤها

أنست بركبك بعدما انقطعت بها

أسبابها وتخلفت أنباؤها

لباك من أعرابها أبطالها

ودعاك من أتراكها أمراؤها

وقضيت عيدك في جوارهمُ ومن

تلك الصوارم والقنا خطباؤها

آثرت قفرَهُمُ على منضودة

ثمراتها ممدودة أفياؤها

جيران مصر لهم وأخوة أهلها

خلف التخوم وفاؤهم ووفاؤها

ويد لأم المؤمنين تحوطهم

بيضاؤها وتظلُّهم خضراؤها

هبطت إلى الملأ الأباة كريمة

بين الملائك سيرها ولقاؤها

لانت صخور القيروان لعيسها

وتأرجت لخيامها حصباؤها

أغنتهمُ عن ذلك المدد الذي

سد المسالك دونه رقباؤها

فتداركت نفحاتها جرحى الوغى

وتزوَّدت رحماتها شهداؤها

يا حامي الإسلام وابن حماته

في دولة لا تنتهي خصماؤها

ولكل قومٍ عندها ثأر وكم

شقيت بثارات لهم غرماؤها

أنت الأحق بأن تعين حماتها

وتجيرها إن خانها أمناؤها

سبقت مروءتك الكبيرة فاقتدى

قرباؤها بك واهتدى بعداؤها

أثنى عليها المسلمون وإنما

عند الإله قبولها وجزاؤها

سقيا لأيام لجدك نضرة

يثني عليه صباحها ومساؤها

وأمور مصر له يدبرها كما

يرجو لمصر ويشتهي أبناؤها

تدعو إمارتها الخلافة حرة

فيجيبها من جندها نصراؤها

تسع الضيوف الوافدين فإن هم

قربوا مرافقها فهم أجراؤها

تغزو وتفتتح الممالك عنوة

بالغالبين وراءهم رحماؤها

أنت المعيد لها مفاخرها التي

هز العباد بذكرها شعراؤها