نسوني فلا ألقى سلاما ولا ردا

نسوني فلا ألقى سلاماً ولا ردّا

كأني أقمت اليوم دونهم سدّا

تلاهَوا وألهَوا عن أخيهم أباهمُ

وما هو إلا أرشد الأخوةِ الأهدى

وهم أنكروا بعد الذي سال من دمي

ودمعيَ ما أخفى الزمان وما أبدى

وهم حرموني بعد ما طال ضنهم

بذكريَ بين الجند أن أشهد الجندا

تمر بيَ الأحداث شتى وليس لي

بها خبرٌ يتلى ولا أثر يهدى

وأيسر لي فقدي بقية صحتي

لدى القوم من فقدي الأمانة والعهدا

وإنيَ في الدنيا وفيهم لزاهدٌ

فما أشتهي قرباً ولا أشتكي بعدا

وقد كنت أنأى مكرهاً عن ديارهمْ

فأصبحتُ أنأى عن ديارِهمُ عمدا