يا أمة الإيمان والعقبى لكم

يا أمة الإيمان والعقبى لكم

في كل مضطرب وكل قرارِ

ظلمتكم الأيام فانتصفوا إذن

لكيانكم بحديدكم والنار

واقضوا لأنفسكم فأنتم في غنى

عن سائر الأشهاد والأقدار

سلم الخليج من الأجيج وإنها

لسلامة الأقطار والأمصار

وتناول الشرقين ما أذنت به

للشاطئين عدالة الأقطار

وهزمتم الخصم العتيد وإنها

لهزيمة لظهيره المتواري

ورددتمُ من كان فيكم شامتاً

حيناً إلى الإعجاب والإكبار

حسب المظفر أن يعود عداته

فئة من الأعوان والأنصار

هل في الوجود اليوم شأن غير ما

طيرتمُ في رائع الأخبار

ملأ المدائن والثغور نذيركم

ملء المسامع قبل والأبصار

وملكتمُ من بعد شرط عدوكم

شرط المدل ببأسه المختار

زدتم على حق البريء المكتفي

باللّه حق الغالب القهار

عالجتموهم بالجدال فأمعنوا

وعلاجهم في بطشة الجبار

وختمتمُ كبرى الحروب بفتكة

أدركتمُ فيها قديم الثار

ليس المسخر في الورى كمناضل

عن حرمة وكرامة وذمار

عذر المسلِّم بعد نكبته لكم

عذر المسلِّم للقضاء الجاري

ما القائد المعزول وهو مسابق

أجناده لهزيمة وفرار

بأذلَّ من ذاك المولِّي وهو في

جرح أشد من الردى وأسار

عودتموهم هذه العقبى فما

فيما لقوه أمامكم من عار

لم تعرف الأيام مملكة هوت

من قبلهم في ليلة ونهار

أخرى التجاريب الشداد وقد رأى

فيها العنيد عقوبة الإصرار

عودتموني أن أتيه بنصركم

واعتدتمُ أن تسمعوا أشعاري

رفقاً بمعتل الحشا نال الأسى

منه وقارب موضع الأسرار

ولوى الطريق على مراميه فما

يجلوه غير الجحفل الجرار

فاسترجعوا بالنصر عافيتي لكم

لأجيد ذكرى هذه الآثار

إني أمتُّ إليكمُ بعقيدة

وخليقة وقرابة وجوار

وأصون عهد اللّه فيكم غالياً

برّ الفتى بالفتية الأبرار

وأود من بركاته لدياركم

ما أرتجي لعشيرتي ودياري

وأنال ما دام الهلال مقدساً

ما أبتغي من غاية الأحرار