يا قادما يحمل الآراء هائلة

يا قادماً يحمل الآراء هائلة

من الدهاة وقد ناءت بها السفنُ

رسول قومك عدت اليوم أم حكماً

بين الفريقين تبلونا وتمتحن

أم سيداً ليناً أقبلت ملتمساً

ما لم تنله وأنت القائد الخشن

هان الذي أنت مخفيه ومظهره

فقد تساوى لدينا السر والعلن

واعرض على مصر ما شاءت سياستهم

فما تؤيدك الأقدار والزمن

لمصر شرط على شتى شروطهمُ

وما لها بدل منه ولا ثمن

رد المظالم قبل الصلح لو صدقوا

لا يذهب الشر حتى يذهب الضغن

وحبذا العود ترضينا عواقبه

لو عاد من غرَّبوا منا ومن سجنوا

حق أصرَّ عليه عزمُ صاحبه

وإن ظننت وظنوا أنه شجن

فهل يريدون يوماً أن نحبهمُ

ومن نحب بعيد الدار مرتهن

كيف السبيل إلى مهوى النفوس وقد

نأت بكل هوىً سيشيلُ واليمن

فصلت كل عظيم من أمورهمُ

وأين رأيك فيمن قُيِّدت عدن

فهل تخاطب قوماً ليس بينهمُ

من وكّلوه بما يرجون وائتمنوا

جئهم بأيِّ رداء ترتديه فما

للسيف دانوا ولا للزهرة افتتنوا

فهم وأنت لدى الأمر الأخير فإن

أسأت ضجوا وإن أحسنته سكنوا

وما لهم منكمُ يوماً وما لكمُ

منهم سوى ما قضاه اللّه والوطن

لا تعتذر بالذي للناس عندهم

فلست صاحب ما أدوا وما ضمنوا

أحق بالعذر أحرار بلوتهمُ

بكل بأس فما هانوا ولا وهنوا

فإن عرفت لوادي النيل غايته

فكل ما أنت مبدٍ طيِّبٌ حسن

فما يعيش بلا حريةٍ وطنٌ

وهل يعيش بغير المهجة البدن