الدار البيضاء

لِماذا تدورُ الحُروفُ التي تَلفُظُ اسْمكِ

في قَبضةِ الرِّيحِ

قُبَّعةً

حينَ أذكرُ أحبابَ قلبِيَ

أنثرُ أسماءَهُمْ

واحداً

واحداً

حينَ أذكرُ أحبابَ قَلبِيَ

هَلْ أنتِ سائحةٌ

يَستَبي الرَّملُ أحلامَكِ الْبَارِيسيةَ،

ها أنا ذا أُمسكُ الرِّيحَ

أَنسجُ من صدأ الْقَيدِ رايَهْ

ومِن صدأ الْقَيدِ

مَقْبرةً للحروفِ

ومِحبرةً للسُّيوفِ

وقَيثارةً لِلشَّجنْ

وَأنتِ، على شِرعةِ الصَّمتِ،

مَمْدودةٌ

بينَ قَيدي وبيني

وبينَ حدودِ الْوطَنْ

أُسامرُ فيكِ رِياحَ الأحبهْ

أُسامرُ أمطارَهُمْ

في المنافي

وأشلاءَهُمْ في بُطون الْفَيافي

وأنتِ على شِرعةِ الصَّمتِ:

أغمضتُ عَينيكِ

قَبل الصَّلاةِ

وقبلَ مُباشرةِ الدَّفنِ

ثم الْتَقَيْنا على حافةِ النَّهرِ:

وَجهُكِ لافتةٌ في الشَّوارِعِ

صَوتكِ كانَ الإشارةَ،

واجهتُ ثانيةً مصرعي

كان بيْني وبينَ رماةِ الطَّوارِقِ

صمتُكِ

حينَ اكْتشفتُكِ خَمَّارةً

فاستدار بِيَ الكأسُ

أبحرتُ

أبحرتُ

حتى افْتَقدتُكِ

كان القِطارُ يُفتِّتُ وجهِيَ

يرسمُ في كل شِقٍّ

هُويّهْ

تَساءَلتُ:

هل أنتِ عاشِقتي

لِمَ لَمْ تَزرعِينيَ في رَحم الأبديةِ

أو تزرعينيَ بينَ التَّرائِبِ

والصُّلبِ

ظَلَّت عيونُكِ شاخِصةً

كنتِ حبلَى

احْتَوتني الزَّنازِينُ

أَبصرتُ أحبابَ قَلبِيَ

أبصرتُ أحبابَ قَلبِيَ

قَتلى

وها أَقبلَ الصَّيفُ يَطرِقُ بِالشمس والدَّمِ

أبوابَكِ الْمُقفلَهْ

وها أَقبلَ الصيفُ

فانْتَعشتْ في الكُهوفِ الجَنائِزُ

والْتَحمتْ بالجَنائِزِ أنسجةُ

الرَّايَةِ الْمُشْعَلَهْ

فَماذا تقولُ الخناجرُ

هل سقطَ الرأسُ؟

أمْ سقطتْ في الدَّياجِيرِ

أعمدةُ المِقصلهْ …؟

بُيوتكِ ترحلُ من ذِكرياتي

أمدُّ سوادَ عيوني جسراً

وأنتِ على الضَّفَّةِ الأَلفِ

مُبحرةٌ في السعالِ

وفي عثراثِ الرِّجالِ

ومُبحرةٌ

يَسقطُ النهرُ فيكِ

وتسقطُ كلُّ البَنادِقِ

قَتلَى

وتدخلُ كلُّ الدَّواوين في زَمنِ الصَّمتِ

والدَّمعةِ الْمالِحهْ

فَيا أُختَ غرناطةِ الجُوعِ

شُقّي قميصي

امْسحيهِ على جبلِ الرِّيفِ

واستَخلصي من بَقايايَ

شَيئاُ

سِوى الخَمر

والشَّهوةِ النَّابِحهْ