قراءة في مرآة النهر المتجمد

يحملُ في غُثائِهِ الأشجارْ

والكُتُبَ الصَّفراءَ

والمَوائِدَ

والصَّمتَ والقَصائِدْ

ودارْ لقمانَ

وأطلالَها

والْمُدنَ الأسوارْ

حتَّى إذا أتى رِحَابَ القٌبَّةِ السَّعيدَهْ

ألقَى نُثَارَ الغَضبةٍ الحَمراءْ

وصارَ خيطَ ماءْ

يَضحكُ سور القَصرِ

في مِرآتِه العَنيدَهْ

لَكِنَّني أَخرجُ من سَوالفِ الأوتادْ

أُمازِجُ الأعشابَ والأسماكَ والطُّوب

أدُقُّ بابَ السِّجنِ

في مُرّاكشٍ

أفلتُ مِن مِحفظَةِ

الجلاَّدْ

أرسمُ فوقَ جبهة القُرصانْ

علامةَ الثَّورةِ

ثم أنثني دَؤوبا

أغوصُ في قَرارةِ الأمواجِ

مَصْلوبا

أغوصُ لاَ أرى سِوى

أحذِيةِ الفُرسانْ

وصدإِ الْحديدِ في أسلحةِ

الْمَيدانْ

كأنَّ ذاكَ الأطلسَ العاشِقَ

حينَ رقرقَ الماءَ

بكى دماً وشقَّ في الصَّحراءِ

صحراءَ

***

وها أنا على مدارِ الطُّحلبِ الْجافي

أنسُجُ مِن سَمتي ومن نَعْتي

وأوصافي

خَطَّ مدادٍ

مطراً جائعْ

لافتةً تسيرُ في الشَّارعْ

فَيا فُلولَ الزَّمنِ الضَّائِعْ:

دَمي على مَصارعِ الإبطال نَوَّارَهْ

رسمٌ على إسوارَهْ

عُرْوةُ إسوارهْ

سُلافةٌ تخرجُ من أقْبائِها الْقَديمَهْ

وها أنا على مَدارِ النَّصرِ والهَزيمهْ

أمسك حدَّ السيفِ

ماءَ النَّهرِ

رأْسَ الوطنِ المَقطوعِ

لونَ العلمِ المرفوعْ

أمسكُ

ها…

كبرتَ يا نَهرُ، نَمتْ حَولكَ الأغصانْ

وخرجتْ أحجارُكَ السَّوداءُ

من أسمائِها

وخرج الزمانْ

فَمنْ يقولُ إنَّ هذا الْقَيدَ

لا يخرجُ من أسمائه

ندىً

وصَهباءاً

ومن يقولُ إنَّ ذَاكَ الأطلسَ العاشِقَ

حينَ رقْرقَ الْماءَا

بكى دماً

وشقَّ في الصَّحراءِ

صَحراءا