الفلاحة

عُتْباكِ، لا أُمٌّ هُنَاكَ،وَلا أَبُ

أُحْصِي كَواكِبَهَا،وَيَنْقُصُ كَوْكَبُ

طَوَّفْتُ كَالمَجْنُونِ حَوْلَ دِيارِهَا

وَخِيَامُ لَيْلَى العامِرِيَّةِ خُلَّبُ

أُخْتُ اللَّيالي النَّابِغِيَّةِ لَيْلَتِي

وَالشِّعْرُ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ،وَأَقْرَبُ

وَأَنَا ابْنُ أُمِّي،

مُنْذُ قالَتْ جَدَّتِي:

يا بِنْتُ،

إنَّ إناءَ أُمِّكِ طَيِّبُ

كانَتْ وَصَايَا المَاءِ

تَحْرُسُ خُطْوَتِي

وَالشِّعْرُ بِكْرٌ

وَالقَصِيدَةُ ثَيِّبُ

وَأَجَاءَهَا وَجَعُ المَخَاضِ

لِنَخْلَةٍ

سَمْراءَ،

تَخْتَصِرُ الحَيَاةَ،

وَتُطْنِبُ

يا حُزْنَ جِذْعِ النَّخْلِ

ما لَكَ عَالِيًا

وَالعَهْدُ أنَّ الحُزْنَ قَزْمٌ أَحْدَبُ؟

أَنا فَاشِلٌ في الخَوْفِ،

كَيْفَ هَزَمْتَنِي

وَيَداكَ بارِدَتَانِ

صَمْتُكَ مُرْعِبُ؟

آخَيْتُ ذِئْبَ العُزْلَتَيْنِ،وَلَمْ أَكُن

ذِئْبًا،

وَلَمْ يَكُ لِابْنِ آدَمَ مِخْلَبُ

الذِّئْبُ كانَ أَخِي الوَحِيدَ،

وَإخْوَتِي

بُخْلًا بِحُبِّ أَبِي عَلَيَّ

تَذَاءَبُوا

تَبَّتْ يَدا الكَلِمَاتِ

خَمْرَ مُنادِمٍ

دارَتْ بِرَأسِ الشَّارِبِينَ

لِيَطْرَبُوا

لَنْ يَعْرِفَ الذِّئْبَ الذي اسْتَأنَسْتُهُ

إلا الذينَ سَيَنْزِفُونَ،

لِيَكْتُبُوا

تَتَفَقَّدِينَ القَلْبَ يا فَلَّاحَةً

بِيَدَيْنِ ناعِمَتَيْنِ

“قَلْبِي قُلَّبُ”

أَنا مُثْقَلٌ بِالجَائِعِينَ،وَمُتْعَبٌ

إنَّ السَّنَابِلَ يا أُخَيَّةُ

تَتْعَبُ

لَكِ يا ابْنَةَ الكَلِمَاتِ

لَفْتَةُ وَحْشَتِي

قَدْ لا يَمُرُّ عَلَى الغِيَاب

الغُيَّبُ

وَلِيَ السَّلامُ وَقَدْ خَرَجْتُ

مُهَاجِرًا

كَخُرُوجِ مُوسى

“خائِفًا يَتَرَقَّبُ”

عاتَبْتُ فِيكِ فَمِي،

فَعَاتَبَنِي دَمِي

أَقْسَى العِتَابِ

عِتَابُ مَنْ لا يَعتِبُ

قَدْ يُدْرِكُ المُتَفَرِّدُونَ بِضَعْفِهِمْ

مَا أَعْجَزَ الأَحْزَابَ

حِينَ تَحَزَّبُوا

وَالعَابِرُونَ عَلَى الشَّواطِئِ رَشْفَةً

لا يَسْأَلُونَ النَّهْرَ

هَلْ تَتَعَذَّبُ؟

نَبْكِي عَلَى النِّسْيَانِ،

أَمْ نَبْكِي عَلَى

مَا يَأخُذُ النِّسْيَانُ

ساعَةَ يَذْهَبُ؟

ناشَدْتُكُمْ بِالحُبِّ أَلَّا تُخْطِئُوا

قَلْبِي،

إلى جِهَةِ اليَسَارِ،وَصَوِّبُوا

كُنَّا نُصَدِّقُ

أَنَّ شَهْوَةَ قاتِلٍ

تُلْقِي السِّلاحَ

لِأَنَّ طِفْلًا يَلْعَبُ

كُنَّا نُصَدِّقُ

أَنَّ دَمْعَةَ ثاكِلٍ

تَكْفِي مَلايِينَ الرِّجَالِ،

لِيَغْضَبُوا

وَيْلٌ لِمَنْ تابُوا

وَتاجُ ذُنُوبِنَا

حُرِّيَّةُ الإنْسَانِ

نَحْنُ سَنُذْنِبُ

وَيْلٌ لِمَنْ رَكَعُوا،

وَصَلَّيْنا دَمًا

وَلِمَنْ يُطِيلونَ السُّجُودَ،

لِيَكْذِبُوا

مَنْ يَكْتُبُ التَّارِيخَ؟

فَأرٌ هارِبٌ

لِلسَّدِّ،

لا يَكْفِي،

لِتَسْقُطَ مَأرِبُ

يَتَأَمَّلُ الأَشْجَارَ،

ثُمَّ يَرَى بِهَا

خَشَبَ الصَّلِيبِ،

وَلا يَرَى مَنْ يُصْلَبُ

سَيَفِرُّ مِنْ كِسْرى لقَيْصَر

رُبَّمَا

طَهْرانُ مَكَّتَهُ،

وَ روما يَثْرِبُ

عُمْرُ الفَتَى الضِّلِّيلِ

فَجْرٌ كاذِبٌ

وَاللَّيْلُ مُتَّهَمُ الوَقَارِ،

وَأَشْيَبُ

هَلْ يَبْدَأُ المَلْهَاةَ قَبْلِي جُنْدُبٌ”

كَيْ يَخْتِمَ المَأسَاةَ بَعْدِي

“جُنْدُبُ”؟

وَهَلِ النَّشِيدُ الجَاهِلِيُّ مُقَدَّسٌ

أَمْ أَنَّ وَهْمَ “الأَصْمَعِيِّ”مُكَذَّبُ

وَهَلِ اغْتِيَالٌ فاتِكٌ

وَقَصِيدَةٌ

يَتَوَهَّمَانِ الوَهْمَ

تَغْلِبُ تَغْلِبُ

مَوْتانِ خَلْفَ مُسَافِرَيْنِ

بِفِكْرَةٍ،

وَالقَلْبُ يَرْغَبُ خُطْوَتَيْنِ،

وَيَرْهَبُ

لَحِقَ امْرؤ القَيْسِ” الشَّرِيدُ”

بقَيْصَرٍ

وَاخْتَارَ ذاكِرَةَ المَدِينَةِ “

مُصْعَبُ”

شَرَفُ الدُّمُوعِ عُيُونُ مَنْ يَسْمُو بِهَا

لا يَسْتَوِي في الدَّمْعِ

هِنْدُ، وَزَيْنَبُ

إن كانّ” لابْنِ العَبْدِ”

رَحْبُ سَمَائِهِ

فَسَمَاءُ حَسَّانِ بْنِ ثابِتِ أرحبُ

سَقَطَتْ مُعَلَّقَتِي

رَفَعْتُ يَدي

يَدًا

لِسَمَاءِ مِئذَنَتِي،

تُضِيءُ،وَأَكْتُبُ