المرء بالشر مفتون

(1)

يا سيد الخلق والأخلاق ما فتئتْ

رغابنا تعشقُ الفوضى وتحْتَضِنُ

تُدمي جراحاتنا في كلِّ ثانية

سود الخطايا وتُضري نارها الإحَنُ

هلْ من سبيلٍ إلى القربى ومغتسل

من الرضا باردٍ تشفى به المحنُ؟

ومنْ سيطفئُ حَرَّ الشرِّ في دمنا

والمرءُ بالشر مفتونٌ وممتحن؟

**

(2)

يا سيد الخلقِ إنا أمةٌ عصفتْ

بها الصراعات واستشرتْ بها الفتنُ

جفَّتْ حروفُ الأماني في حناجرنا

ومس وحدتنا الإحباطُ والوَهَنُ

كانتْ لنا في قلوب الناس أروقةٌ

نجوبها ولنا فوق السُّهى سَكَنُ

حتى هدمْنا بأيدينا منائرنا

فلم يقمْ في الحنايا للهدى وطن