اليأس ينحت عمري

(1)

قال الأطباءُ هذا الجُرحُ ملتهبُ

ونبضُ قلبِكَ مكدودُ الخُطا تعِبُ

على جبينِكَ تَنْعَى ألفُ نائحةٍ

وفي عيونِكَ بحرٌ للأسى لَجِبُ

فقلتُ مذ ولدتني الأمس والدتي

واليأْسُ ينحتُ من عمري ويحتطبُ

كلُّ الدروبِ إلى الأفراحِ موصدةٌ

لا المالُ مفتاحُ ما أهوى ولا النَّشَبُ

* *

(2)

يا أمُّ طفلُكِ مكلومٌ ومكتئب

ما مسَّ أيامَهُ لهوٌ ولا لعبُ

ساعاتُهُ لهفةٌ مصبوغةٌ بدمٍ

ودربُه جانباهُ المَطْلُ والكَذِبُ

يبيتُ يطفئُ بالتذكارِ حرقتَهُ

شجواً يعَلِّلُ قلباً مدنَفاً يجِبُ

حتى إذا الليلُ صاحَ صيحتَهُ

ولاحَ في عينِهِ الحرمانُ والنَّصَبُ