بين لواءين

(1)

يا قذى الأعْيُنِ في عصْرِ الحضارات لقد

جئتُ كيْ أطبعَ رسْمي في سجلِّ الشهداءِ

عبثاً حاول أعداء الحمى سَفْكَ دمي

فتمرَّدتُ وجردتُ شموخي وإبائي

لَمْ ينالوا من حقولي زهرةً يانعةً

عطرُها يزكو به صبحي ويفترُّ مسائي

فلِواءٌ خافقٌ بالنَّصْرِ يختال أمامي

ولواءٌ بِطموحاتي وأحلامي ورائي

**

(2)

أنتِ ما أبقيت يا سيَّدةَ العصرِ لنا

غيرَ أهاتِ اليتامى وأنين البؤساءِ

ما الذي خَلَّفْتِ للأطفال في عالمهم

رَضَعوا من ثَديك الموبوء ألبانَ الشَّقاءِ

أنتِ أنشأتِ قوانينَ الإبادات التي

عَجزَتْ عنها طواغيتُ الطغاةِ القدماءِ

قتلَ العَدْلَ جنونُ الحُبِّ للحُكْمِ ولَنْ

يُنْصِفَ العَدْلَ على الأرضِ سوى عَدْلِ السَّماءِ