حصاد الأيام

(1)

ضَجَّتِ الأمُّ وقالتْ إنَّ أبنائي كُسالى

فالليالي متعباتٌ من خطاياهم حُبالى

سكنَ الخلفُ حماهم وتولَّى أمرَهم

فامتطوا ظهرَ المتاهات يميناً وشمالا

خَنقوا النظرةَ في أحداقهم وانتحروا

حَصَدَتْ أيامُهُم أعمارَهمْ قيلاً وقالا

من يَرُمْ منهم وصالاً من أخٍ ذي سَعَةٍ

لعِقَ الرَّدَّ احتقاراً واحتسى الصَّدَّ نوالا

**

(2)

قلتُ يا أماهُ لا تأسَيْ على ما فَعَلوا

قد جثا الجهلُ عليهم وتَمَطَّى وأطالا

إنهم غرسُك إن جاد فمرحى وبَخٍ

ولبئس القومُ إن ساؤوا نساءً ورجالا

ليس في عصرِك هذا ناصحٌ يوقظُهم

إنهم قد أشْربوا الغَفْلةَ حِلاَّ وارتحالا

فانزعي عنهم يدَيْ حُبِّكِ يا مُرضعَتي

ضرَبَ اللهُ بِهِمْ للشَّرِّ في الأرضِ مثالا

**

(3)

ليس في منْ يهشمُ أنفَ المعتدي

رَضَعَ الإخلاصَ داباً والمروءات مجالا

كُلُّ من لاقيتُ منهم فتيةٌ عاطلةٌ

وشبابٌ يعشَقُ الإدمانَ يقتاتُ السُّعالا

كمْ خُدعْنا بجمالٍ حَضَريِّ كاذبٍ

وحملنا منه للسِّجْن جناياتٍ ثقالا

إنَّ أبناءكِ يا أماه ضَلوا فارفعي

دعوةً صادقةَ الإحساسِ لله تعالى