أحزان كل الأرض

ما بين ذرىً غامتْ وسفوحِ

سالت في الظلمة والريحِ

لم أقدرْ أن أفتح عينا

من دمعٍ ، لكن هي ذي روحي

هبّت ممّا يشعل في ظلماتي تيّارُ

وبما تمسح عن وجهي الأمطارُ

لتلوذ بأعماقي أطيافٌ

وتعوذ بساحاتي

طيرٌ وصغارُ

فبكفّي الأولى صبح يوقظ آفاقي

حتى لأكاد أرفرف في خطواتي

مثل فراشٍ ،

وتغرّد في كلماتي أطيارُ

لكن في كفي الأخرى

يتجهّمني ليلٌ

وتجابهني أسلاكٌ وجدارُ

أينازلني في باقاتي وبراءاتي

هولٌ وفظاعات وحصارُ

تتأجّج

نافرةً لاءاتي

حينا، حتى تتفجّر عاريةً،

فيغطي الوجدان دمارُ

أو تخفت في صوتٍ أبصرهُ

يترقرقُ في إشفاقٍ ،

تذرفه أزهارُ

فأمامي ما تمحو

وتثبّتُ في الإنسان النارُ

صورٌ تأتي

من دنيا لا صوتَ لها

ببراءاتٍ في جناتٍ

في أوج وداعتها تنهشها أظفارُ

ثمّت لا رجع صراخ ينقعُ،

أو يعظ الصمتُ بما تعبث أقدارُ

ومفاتن من دنيا بزغت لاهيةً

ليس تجوع ولا تعرى

أو تظمأ أو تضحى فيها أقمارُ

تستسلمُ في ولهٍ،

بالأحضان لأقمارٍ أخرى

وشموسٍ تدنيني منها،

نيران الرغبات وأنوارُ

هل أدعو

من يبدأ من سوْرة نبضٍ

أو من ومض شرارٍ،

ما أغمدهُ ثوّارُ

حتى تتدفقَ أشجارُ

الفجر ِعلى شفة الأرضِ

أهزوجة َحبٍّ ، ويرفَّ بما

يمسح ُعن وجهي الأحزانَ نهارُ