من ها هنا بحر الشريعة قد جرى

من ها هنا بحر الشريعة قد جرى

والعلم من تلك الرحاب تفجّرا

عمّت مكارمه الأنام فغيثه

في كل واد بالعوارف أمطر

فجناب هذا الحبر أصبح موردا

عذبا لقصاد العلوم ومصدرا

حامى حمى الشرع الشريف وأهله

وإمام أهل الإجتهاد بلا مرا

فلذا دعى قاضى الشريعة دونهم

لما سما بعلومه هام الذرا

من قاسه بسواه أخطأ مدحه

أين الثريا في العلوم من الثرى

علم فكل معرف بالفضل قد

امسى أمام الشافعي منكرا

هو كعبة المدد المديد فمن يرد

كرما فهذا الحبر أكرم من ترى

فاقصد رحاب الشافعي تجد به

جودا وترجع ضاحكا مستبشرا

والزم زيارته ولذ بجنابه

فحماه روض بالمكارم أثمرا

من زار قبر الشافعي أمدّه

حتى يعود مهلّلا ومكبّرا

يهب الجزيل لمن أتى متوسلا

بمقامه السامي ويربح متجرا

يا قوم هذا ملجأ العاني فمن

نزل الحمى نال المنى واستبشرا

من خاف جور الدهر فليأت الحمى

مستصرخا بجنابه مستنصرا

فهناك يحظى في الحياة وبعدها

ويظن في كنف الإله موقرا

يا خير من وقف الملوك ببابه

واستمطروا منه السماح مكررا

انظر لمن وفدوا إليك كأنهم

شدوا الرحال ويمموا أم القرى

تلك الجموع أتتك ترجو منحخة

فامنحهم حسن الضيافة والقرى

واحفظ بلاد النيل ثم مليكها

والحظر رجال الشرع سادات الورى

وامنح إمام المسلمين مكارما

حتى يدوم مؤيدا ومظفّرا

لا زلت للرحمات أكبر مهبط

وحماك بالنفح الذكيّ معطّرا