أهلا وسهلا بحاميها وفاديها

أهلا وسهلا بحاميها وفاديها

ومرحبا وسلاما يا عرابيها

وبالكرامة يامن راح يفضحها

ومقدم الخير يا من جاء يخزيها

وعد لها حين لا تغنى مدافعها

عن الزعيم ولا تجدى طوابيها

وارجع إليها فيا لله فاتحها

يوم الإياب ويا لله غازيها

وانزل على الطائر الميمون ساحتها

واجلس على تلّها وانعق بواديها

وبِض لها بيضة للنصر كافلة

إن الدجاج عقيم في نواحيها

واظلم صحيح البخارى كل أونة

ونم عن الحرب واقرأ في لياليها

وأخرج القوم من مصر بخارقة

تفوق فاشودة فيها وتنسيها

من العجائب صاروا من أحبتها

فيما زعمت وكانوا من أعاديها

كأن ما كان من حرب ومن حَرَب

عتب المودة لا يودى بصافيها

وضع عمامتك الخضراء من شرف

يعرفك كل جهول من أهاليها

وقصّ رؤياك مكذوبا بمضحكها

على النبيين مكذوبا بمبكيها

فلست تعدم عميا من أكابرها

ولست تعدم بكما من أعاليها

ولست تعدم وغدا من أسافلها

يزف للأمة البشرى ويهديها

ولست تعدم في الأجواد ذا سفه

يحصى الديون التي تشكو ويقضيها

قل للمَّلك أدورد أصبت غنى

عن الهنود وإرلندا وما فيها

هذا عرابي تمنى أن تقابله

وأن ينال يداً جلت أياديها

فمر بانكلترا تزجى فيالقها

وبالأساطيل تدوى في موانيها

ومر بلندرة تبدو بزينتها

وتنجلى للبرايا في مجاليها

فأين روبرس منه إذ ييمها

وأين سيمور منه إذ يوافيها

هذا الذي يعرف الافرنج صولته

والبر يعلمها والبحر يدريها

وسله بالله إن صافحت راحته

ما نفسه ما مناها ما مساعيها

وأين أيمانه اللاتي أشاد بها

أن لا يحكم فيها غير أهليها

وأين يموت عزيزا دون أربعها

ولا يعيش ذليلا في مغانيها

وقل له بلسان النيل توجعه

والنفس إن صغرت لا شئ يؤذيها

تلك العظام بلا قبر ولا كفن

لولاك لم يبل في العشرين باليها

فاقَر السلام عليها حين تندبها

وأمّل العفو منها حين تبكيها

وناجِها مرة في العمر واحدة

لو كان سهلا عليها أن تناجيها

أوردتها الموت لم تبلغ بها شرفا

ولا توخيت بالأوطان تنويها

وما رأت لك سيفا تستضىء به

يوم القتال ولا وجها يحييها

باتت يرى الموت فيها كيف يدركها

وبت تنظر مصرا كيف تأتيها

فأصبحت غنما مر الذئاب بها

ونام عنها غداة الروع راعيها

يا ابن الحسين حسين مات من ظمأ

وأنت محتفل بالنفس ترويها

تلك الأبوة ما هذى شمائلها

للعارفينَ ولا هذى معانيها

وأنت أصغر أن تعطى مفاخرها

وأنت أسمج أن تكسى معاليها

لم ينصر الله بالأحلام صاحبها

لكن بكل عوان كان يذكيها

والمواقف يغشاها مؤلّبة

والحوض يمنعه والخيل يحميها

أبوّة المصطفى ما زال يلبسها

حر قشيب شباب الفخر ضافيها

حتى تنازعها في مصر صبيتها

دعوى وحتى تردّتها غوانيها

وأصبحت لجبان القوم منقبة

وزينة لجهول القوم يبديها

هلا سبقت غداة التل ناعيها

على المنية مسرورا تلاقيها

هلا تكفنت في الهيجا برايتها

مثل الدراويش خانتها عواليها

ما زال جمعهم في الحرب ينشرها

حتى أتاها فناء الجمع يطويها

هلا أبيت على العافين عفوهم

لكي يقال أبىّ النفس عاليها

زعمت أنك أولى من أعزتها

بها وأحنى عليها من مواليها

وكنت تطرب إذ تتلى مدائحها

فأين دمعك إذ تتلى مراثيها