قم إلى الأهرام واخشع واطرح

قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح

خِيلة الصِّيد وزهو الفاتحين

وتمهَّل إنما تمشى على

حَرَم الدهر ونادى الأولين

وارتق الأحجار واصعد منبرا

لم يُسَخَّر لأمير المؤمنين

ادعُ قومي من ذرى أعواده

لخلال كالصباح المستبين

قل لهم عهدىَ فيكم أمةً

عرفوا الحق وقوما صابرين

عطف الدهر على ثورتكم

ولوى الناسَ عليها معجبين

هزت الليث ولما يَصح من

دم غليومَ وصيدٍ آخرين

فرأى ما لم يقع في وهمه

مصر تستكبر والألمان دِين

ثورة أقبلت السلمُ بها

عجبُ الرائين سحرُ السامعين

قام رهط منكم فاقتحموا

كبرياء الفاتحين الظافرين

جحدوا السيف وردّوا حكمه

عُزَّلا إلا من الحق المبين

همة تكتبها مصر لهم

إن أبيتم أن تكونوا الكاتبين

استخفّ الليثُ إجماعكم

وهو نابُ العَجَم الداهي الرزين

فزأرتم زأرة أقعى لها

وأجال اللحظ فيهم يستبين

مستعيذا منكُم بالله أن

تُصبحوا الهند وتمسوا الصِين فِين

نفر تأوى إليهم أمة

ووزير يَتولى الثائرين

وشباب من رآهم عصبةً

قال نَحلٌ أُوذنت بالمعتدين

وجموع عُزَّل ما أكترثت

لجموع بالمواضي معلنين

زادهم سعد شَباتَي همة

كالحسام العضب والرمح السَّنين