يا مكس دنياك عاره

يا مكس دنياك عاره

والموت كأس مداره

والدهر يوما ويوما

والحال طورا وتاره

والعيش زهر ربيع

قصير عمر النضارة

إذا بلغن التراقى

فكل ربح خساره

يا مكس قل لي أحق

قد وسّدوك الحجارة

وغيبوك طويلا

أشمَّ مثل المناره

عن أبيض الهند سلوالـ

ـعريش والجراره

ألم تكن وطنيا

بكل معنى العباره

فكم شهدت قتالا

وكم تورّدت غاره

وكم لبست صليبا

على الجبين وشاره

وكم نقلت جريحا

فمات بالاستشاره

يا مكس عشت نقيا

ومت خِذن طهاره

ما ضج منك زقاق

ولا اشتكت منك حاره

وما عضضت بحار

ولا هممت بجاره

ولا اشتملت جِلالا

على الخنا والدعاره

قد عشت في البيت عمرا

وليس في البيت فاره

في الهند كل فقير

هدّ الصيام فقاره

في الجو تخفى عليه

طريقك المختاره

لما جفاك ابن سينا

وهام بالسيارة

تفر منه وتجرى

كالنحلة الدوّاره

فلا إلى البوق تصغى

ولا إلى الزماره

وقد تهتّك فيها

حتى أضاع وقاره

حملت من ذاك غما

أذاب منك المراره

حتى انتحرت جريئا

والانتحار جساره

أرسلت رأسك يهوى

من ربوة لقراره