أجل ضربت لكم في غربتي المثلا

أَجل ضربتُ لكم في غربتي المثلا

لو تفقهونَ وفي تعذيبيَ الأملا

لعلكم حين طولُ العسفِ يُوجعكم

تستلهمونَ مقالاً صُغتُ أو عَملا

وترجعونَ إل شعرٍ وعى خلقي

وتتبعون سلوكاً لم يكن خبلاَ

وتُقلعونَ عن التسبيحِ في مَلقٍ

للمجرمين وللطاغوتِ كيفَ عَلاَ

وتقطعونَ اليدَ النكراءَ في جَذلٍ

لا أن تخصُّوا بها التقديسَ والقبلا

لم يرفع العدلَ والاحرارَ غيرهمو

وما تحَّرر شعبٌ هانَ أو جهلا

إن غبتُ عنكم فلم تبرح لكم هممي

كأنني جحفلٌ ما زالَ مُقتتلاَ

لا يفقدُ الحُّر مهما غابَ نخوته

وَحُبَّهُ أهله في كلِّ ما فَعلاَ

وكل أرضٍ حَبتنيِ حُر ساحتها

أرضي وكل نعيمٍ خانقٍ قَتلاَ

هيهاتَ هيهاتَ أن ارضى مذلتَّكم

وإن شقيتُ بها حلاًّ ومُرتحلاَ

ما مضَّكم مضنى في كلَّ أونةٍ

فكيفَ ارضى بحبي غيركم بدلا

وإن يكن لي في قلبي بنظرتهش

حُرُّ المواطنِ أني حلَّ أو رَحلاَ

وإن يكن في حليفي الصبر لي سَندٌ

كالأنبياء يهُّز الحصن والجبلا

من لي بيومٍ أرى للشعبِ سُلطتهُ

حقاً عزيزاً وألقى حُكمهُ مثلاَ

من لي بيومِ أرى الفجَّارَ سادته

دونَ العبيدِ وألقى فردهُ رجلا

لقد سئمت من الأحزاتِ أجمعها

فإنَّ أفضلها قد خاب أو هزلا

ولوَّثتها من الأدرانِ أقذرها

وضاعَ في الوحلِ من خلنا به البطلاَ

وخيبَّت حولها الآمالَ صاغرةً

كأنما هي كابوسٌ لمن أملاَ

لم تَبقَ إلاَّ دماءُ الثارين هُدىً

للمصلحينَ وإيحاءً لمن عَقلاَ