أسمعت أجراس الكنائس خشعا

أَسمعتَ أجراسَ الكنائس خُشعَّاً

ورأيتَ نور الحبِّ كيف تضوعا

اليومُ عيدٌ للبريَّةِ شاملٌ

كالنورِ هزَّ رياضَها والبلقعا

ما كانَ عن تقديره مُتخلفٌ

فهو الأبُ الحاني يُلبىّ من دعا

عيدُ السلام على البسيطةِ كلهَّا

ولو أنَّ فيها من جِراحٍ موُجِعا

عيدٌ به يُجنى الحصادُ مُكرراً

من غَرسِ من بَذرَ السلامَ فأبدعا

إن كانَ خُضِّبَ بالدماءِ فَربُّهُ

كان الشهيد لأجله فترفَعَّا

والسلمُ مثلُ الحِّق ليس مقدساً

إن لم يُصن ويَسد وَيَبقَ مُمنعَّا

يا عيدُ أهلاً بالبشيرِ وبالهدى

وجدا بيومكَ للتحررِ مطلعا

لم نَشقَ بالظُّلامِ إلاَّ ساقنا

لسناكَ من ترك الظلومُ مضعضعا

من كانَ مذودهُ الحقيرُ ولادةً

للنبلش من وهبَ الصليب وودعا

نلتف حولكَ في الرموزِ سواطعاً

مُثلاً تلمسَّها الجمالُ فوقعا

عيدَ الفداءِ هل الفداءُ سوى غنىً

أعيا النفوسَ تأملاً وتوسُّعا

عيد الفقيرِ هل الخصاصة نعمةٌ

فلقد جعلتَ الفقرَ أنساً ممرعَا

عيدَ الأخوة في المظاهر والنُّهىَ

مضت القرون ولا تزالُ الَمفزعا

عيدَ الُمكافحِ في الحياةِ بلاونىً

اليومُ ينعمَ بالسكينةِ مُولعا

عيدَ الحزَانى إن روحك ملجأٌ

لهمو ولو ذرفوا لرزءٍ مَدمعا

عيدَ الأسيرِ وقد يكون بأسرِهِ

شعبٌ تَمثَّل بالمسيحِ فأزمعا

عيدَ الطهارة فالأثيمُ بدمعهِ

غَسلَ الذنوب لديكَ حين تَضَّرعا

عيدَ الأمومةِ في أعزَّ جلالها

عيد الطفولة بهجة وتلعلعا

عيدَ الرجاءَ بحاضر وبمقبل

للحالم الواني ومُلهمَ من سعى

لكَ ايُّها العيدُ الحبيبُ تحيَّةً

جمعت قلوباً ليتها تبقى معا