أشعة شمس تلك أم رجع أشعاري

أشعةُ شمسٍ تلكَ أم رجعُ أشعاري

يعودُ إلى قلبي بحبٍ وأسرار

وما هذه الذّراتُ تَخفقُ مِلأها

جواهُر أم هذى شراراتُ أفكاري

بلى هيَ من ناري وُنوري تبددت

وقد رقصت في الشمس رقصةَ فُجَّار

مضت نحوَ من أهوى وعادت كأنَّها

وقد عبثت حولى ضحية خَمَّار

إذَن أنتِ مثلي يا صغيرةُ إنَّما

أنا الُمثقلُ العاني بسجني وأوزارى

ولا شئَ أقسى من ضميرٍ مبكتٍ

بريئاً فما ساواه طُغيانُ جبار

سَأرسُفُ في هذا الحديدِ مكفراً

وقد كنتُ قبلاً رافلاً بين أزهار

وهيهاتَ أن ألقى الهناءة والرضى

ستلقى وقد كَفرتَ بالسجن عن ذنبك

لقيتَ جزاءً للغرور قضت به

شريعةُ حُبِّ حين أعرضتُ عن حُبِّك

أنظر إلى الكوةِ تَلقَ النورَ يحملني إليكَ

النورُ فيهِ الآنَ من ظِلِّ الشجر

صورٌ تراوغُني وترقص فوق ميتِ الحائطِ

وكأنّما هذى الظِّلالُ بها مآلي قد عَثر

فهوت مُضَّرجةً كآمالي بذلِّ القانطِ

بَادِر إذن وهَلمَّ يا أملي إلى حسن الفرار

إِنيّ لأفضحُ نفسي أينما ذهبت

بي المسالكُ حينَ الحب يُغري بي

فذاكَ صوتي وأنفاسي وناظرتي

تَشى بقلبي فَتفضي بي لتعذيبي

كيفَ الفرارُ أَفق يا غُّربلَ سفهٌ

أن لا أفرَّ ولو ضيعتُ آمالي

لا يقبلُ الظلم حي في مشاعره

سِرُّ الحياةِ ولا يرضَى بأغلالِ

إِضحكي يا شجوني

ولتنم يا غرام

ولتثر يا جنوني

في هوى الانتقام

وما انتقامي بسيفٍ لي أجردُهُ

بل باليراعةِ يخشاها المعاونَا

صبراً إذن يا ابن عبدوسٍ فيومَ غدٍ

ستكرعُ السم إذ تَلقَى ابن زيدونا

ستكرع السم شِعراً ماله مَثلٌ

بالسخر بُضحكُ أحجاراً وباكينا

يا من تطاولَ للفنانِ يرهقهُ

بالمالِ والُّزور لم تَدرِ المحِّيينا

مهما نَأَوا لم يكن للنأى تفرقهٌ

بل البعادُ يزيدُ القربَ تمكينا

يا سارقَ الوردة الحسناء تحسبها

مالاً خَسئتَ فما تدرى الريَّاحينا

لُقِّبت بالفأرِ لم يُنصفكَ من وصفوا

فالفأرُ يكدحُ مقهوراً ومغبونَا

وأنتَ تعبث بالألبابِ آمنةً

مُزينِّاً سَرقةَ الألبابِ تزيينا

لا يَسرِقُ الوردَ إلاّ آثمٌ أَشرٌ

لم يعتنق قلبه لطفاً ولا دينا

في حين قد يسرِقُ الخبزَ الذي غدرت

به الحياةُ وأشقته أفانينا

وناهبُ المالِ في الإجرام منزلةً

أسمىَ من الناهبِ الُمفنى أمانينا

اذن حبيبيَ عجِّل لا تُطل قلقي

إنيّ لأرقبُ في شوقٍ تلاقينا

شوقٌ تَرفَّعَ عن تكييف واصفه

حِسَّاً ومعنىَ وألفاظاً وتبيينا

تراني حين تَنشدني

نعم تراني اذا أقدمتَ دونَ وَنَىً

على الفرار إلى حُلمي الى فِتنيِ

أنا التي ألهمتكَ الفنَّ نشوتُها

ولن يُقَّيدَ في سجنٍ ولا زمن

عَجِّل وَدبِّر سبيلاً للفرار غداً

ولا تُبال بأحقادٍ ولا فِتنِ

فالناسُ مُذ خُلقوا أعداءُ من نَبغوا

وَهُم عبيدُ لدى الأصنام والدِّمنِ