أصار مثلي عارا أم غدا خطرا

أَصارَ مثليَ عاراً أم غدا خطرا

يا ويحَ من عاثَ في مصر ومن أمرا

أصارَ كل سفيهٍ سارقٍ دنسٍ

رباً وأصبح ارقى أهلنا مَدرا

أيُحسبُ العاهرُ القَّوادُ ذا شرفٍ

ويغتدى العاملُ المقدام مُحتقرا

والشعبُ كيف أَضلتهُ مهازلهم

فصار يمدحُ من أشقوهُ مفتخرا

قد ضاعَ جهدىَ فيهم واغتدى أملي

يأساً ولو أنني ما زلتُ مغتفرا

أحنو عليهم وأسعى دائباً يَقظاً

لخيرهم وأعاني غُربتي صُورا

وأحرمُ الرزقَ من كيدٍ برى جسدي

وهمتي وأنا أستعذبُ الخطرا

ماذا يقول الورى عنا متى نُشرت

صُحفُ التواريخِ تروى ذُلنَّا خبرا

وأى عذرٍ لشعبٍ لم يثر أنفاً

من راكبيه وهل في الذلِّ من غدرَ

يا واضعي اسمى بين المجرمينَ كفى

هذا لمثلي تشريفاً إذا بطرا

لي أن أباهي أقراني إذا افتخروا

بالمالِ والجاهِ أو أن أشكر القدرا

إن كان عُمرىَ إحساناً وتزكيةً

عنكم يؤهلني للضيمِ مُستعرا

فالحمقُ والُّزورُ والإفسادُ محمدةٌ

وأنبلُ الناسِ من اشقىَ ومن غدرا