ألا تعود سؤال رن في أذني

ألا تعودُ سؤال رنَّ في أُذني

ولا يزالُ فهل لم يعرفوا شجني

غادرتُ مصرَ لما عانيتُ من عنتٍ

كأنَّ جرمي أنيِّ سابقٌ زمني

غادرتُها بعد ما عوقبت دون وني

على وفائي وإسدائي إلى وطني

غادرتها وأنا المبقى محبتها

ديني ولا دينَ مصلوبٍ على وثن

وما تزالُ بها الأحداُ عابثةً

عبثَ العواصفِ بالعصفورِ والفنن

لمن أعودُ ولم تنشد معاونتي

بل حاربتني بألوانٍ من الإحَن

لكلِّ أحمقَ أو لصٍّ وذى ضغنٍ

وحاسدٍ نبغوا في الدسِّ والضغنِ

وكيف أهجرُ أرضاً كرَّمت أدبي

وبجلتنيِ وأعلتني بلا ثمنِ

سوى تحررِ تفكيري وأكثرهُ

نفعٌ لمصرَ على الحالين لم يَهنِ

لمن أعودُ وفي منفاىَ لي وطنٌ

وذاكَ مسقطُ رأسي اليوم باعدني

لمن أعودُ ولا أهلٌ ولا سكنٌ

وخير صحبي في دمعي وفي حزني

لمن أعود وجهدي صائعٌ سفهاً

في مصر والحاكم المأفون خاصمني

ليس اغترابي اغتراباً إن يصن فكري

ولم يئد صدقَ تعبيري وشجَّعني

وإن أذُق من حنيني لوعةً فأسىً

على مراتعِ أحلامي مع الزمن