ألقاك في وطني الحبيب الأول

ألقاكَ في وطني الحبيب الأوَّلِ

ولئن تكن قُربى ولم تتَّرحَل

لستَ الغريبَ ولستُ عنه مُغربَّاً

فَبكلِّ دارٍ فيه ألمحُ منزلي

فَتلقَّ من قلبيِ الوفيِّ تحيةً

هيَ من أشعَّةِ مصرَ لم تتبدل

ولو أن فيها من دُموع مشاعري

نَغماً يذوبُ إلى الحبيبِ الأوّلِ

ولو ان فيها من حنينِ عُروبتي

لحناً أَعمَّ ومن هواىَ ومأمليِ

حُيِّيت عيسى أينَ كنت فإنَّما

تَلقى غِراسَ السابقِ المتفضل

في كلِّ قُطرٍ للعروبةِ نَشوةٌ

بلقاءِ أكثم أو لقاءِ الأخطلِ

وبكلِّ ركن للحميِّةِ والهدى

للمسلمين تَحل أطيبَ مَنزل

يا من فَتنت الجيلَ غيرَ مدافعٍ

بجنانه وحديثه المتهلل

يا من بذلتَ من الفؤادِ مُضحِّياً

في دفعِ مَظلمةٍ ورفعِ مُؤملِ

يا من له غُررُ المواقفِ عّدُّها

لا يُستباحُ لو انتهت لِلمجتلى

يا صاحبَ الأدبِ الرفيع تَفننُّاً

وَمُجلجلَ الصوتِ النبيلِ الأكملِ

أنظر حيالكَ لا تجد إلاّ مُنى

رُسُلاً من الشعبِ الجريح الُمغفلِ

ولأنتَ أحصفُ بل وأكيسُ سامعاً

أو قائلاً أو عاملاً من مقولى

هذى تحَّيةُ وامقٍ بك واثقٍ

متطِّلع لبزوغِ عَهدِ أجمل

حتى يُقبِّلَ تُربَ مصر مُرحبِّاً

بكَ مرةً أخرى بشعرٍ أَمثل

وَيزفَّ ملحمةَ الخلودِ تألقت

بروائعِ الماضي إلى المستقبل