أيها الشعب لماذا تنتحر

أَيُّها الشعبُ لماذا تنتحر

ولماذا تترك الجاني يفر

ولماذا أنت تلهو بالخطر

بَدَل الحزم لإحرازِ الوطر

الفدائي هو الحر الذي

يخلق الحقَّ إذا الحق اندثر

لا الذي يحرقُ امجاداً لهُ

أسعدَتهُ مثلَ حُلمٍ يُحتقر

أترى الجنَّةَ أهلاً للظَّى

حينما يطغى هنيئاً من فَجر

حسبكَ النارُ التي تَشقى بها

أنتَ تشقى في ضروبٍ من سقر

حسبكَ الظُّلامُ من أهلكَ بل

حسبك الظُّلامُ من كلِّ البشر

فلماذا تتركُ الجاني يفر

ولماذا أنت يأساً تنتحر

اترك اليأس وبادر للوغى

ضدَّ أهلِ البغيِ بل ضَّد القدر

ما هوىَ شعبٌ أبى لا يرىَ

في قبولِ الذلِّ ذَنباً يُغتفر

يرفضُ الوَهمَ ويأبى فوقه

أوصياءَ من عُجولٍ وبقر

يرفضُ العسف ويَأبى دينه

صلواتٍ لعتماةٍ وحجر

فخرهُ بل قُوتهُ حريةٌ

عاشَ فيها وتسامَ وَخطر

لا خنوع كيفما كانَ ولا

ثورةُ اليأسِ ولا قُبحُ الأثر

وإذا ثارَ فَمن ثورِته

يَطلعُ الفجرُ إذا الليلُ اعتكر