إلى ابن حبيب من ثنائي أجله

إلى ابن حبيب من ثنائي أَجَّله

ومن كل مالي ما يقل ولا يفي

ويا طالما أسدى الى دَماثةً

ولطفا وعلما بالفرائد مُسعفى

وكم مرةٍ ألفيته مثل ناسك

تغَّذى بانجيلٍ ولاذَ بمصحف

وقد عَّبقَ التبغُ الفضاءَ بحجرةٍ

يكاد بها يخفى دخانا ويختفى

تطالعني منها عقولٌ كثيرةٌ

وأحلامُ أجيالٍ وثروات أحرفٍ

وكم من عيونٍ شاخصاتٍ كأنني

عليلٌ يواسَى من هُداها ويشتفى

تعرفن طبي أن أعيشَ بقربها

ويا ليتني والناس عنها بمعزف

وكم مُدنفٍ بالوصل يُشفى منعما

ومثلى برغم الوصل أشوق مُدنَفِ

ويشرف توفيق عليها كأنها

عيال له تأبى سواه كمشرف

وكل يراعيه كطفل مدلل

عزيزٍ تُناغيه رؤى المتصوِّف

وما زال من يسدى العطايا كأنه

خليفةُ رب العالمين مُسر في

اذا قلت عفوا راح يغمرني غنىً

ويأمرني قهراً وراح معنفى

وبين إساءاتي رعايةُ ماله

وبين ضلالاتي دوام تعطفي

أَحمَّل اسفاراً وفي الحشر قسمتي

كتاب يميني لا صحائف ملحف

تَلهَّفُ نفسي أن أحوز أقلها

فأزجرها وهو المبيحُ تلهفي

وينعي علىَّ الكبحَ أضعافَ غضبتيِ

عليها ولا يرضى بغير تطرفي

يقول جميع الكتب ملكك ان تشأ

وكم من صديق بينها لم يُعَّرفِ

لعلك تجلوها الى الناس قادراً

مَفاتِنَ لم تخطر ببال مؤلف

وأنظر للأسفار وهي بواسمٌ

يُحيرني فيما أروم وأصطفى

وصاحبها الجذلان يرقب حيرتي

ويأبي كهارون الرشيد تخوفي

فنهبٌ مباحٌ كل كنزٍ حياله

وما حظه إلاّ رضى المتفلسف

تضخم دَينيِ وهو بالدَّين ساخرٌ

يهون منه وهو باللطفُ متلقى

إذا زادني براً رزحتُ ببره

كأني على الحالين أشقى بمنصفي

فهل يقبل التخفيفَ من عبء فضله

بما أنا مُزجيه الى حبه الوفي

وياما أقَّل المال رمزَ عواطفٍ

ويا ما أَجَّل الحب في كل موقف