إني بريء منك يا بدني

إني بريء منك يا بدني

فلست فيك بحال أيّ مرتهن

ولست مرآة روحي في تصوّفها

وإن زعمت وإن حاولت يا بدني

ولست منصف حسن ثائر بدمي

ولا غرامي وقد ندا عن الزمن

مهما مدحت فما عبرت مكتملا

عن الشباب الذي في الروح لم يهن

ولا عن الشوق جياشا بلا أمل

ولا عن الشعر فوارا بلا سنن

ظلمت فيك ولو حاولت تنصفني

وبنت عنك وإن عدوك من سكني

فعل جسمي في نور أهيم به

أو في حنان ولحن عانقا أذني

أما تعاريف روحي فهي نائية

عن كل فهم وعن حدس وعن فطن

كأنها من معاني الله قد خلقت

فلم تكيف ولم تسكن ولم تبن

أو أنها بعد لم تخلق وإن فطرت

أو أنها لم تزل كالحلم في الوسن

لو يعرف الحسن إحساني لأبدعني

بعطفه فوق معنى الروح والبدن