اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين

اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين

واغنموا تعذيبكم قلبي الطَّعين

أضحكوا لم يبق عندي أملٌُ

في شفاءِ العابثينَ الماجنين

الأ لي باعوا على أوطانهم

مثلما باعوا حقوقَ الكادحين

واستباحوا رَجمَ مثلي بالأذَى

وأحُّلوا عزَّةَ الباغي الخؤون

بعد ما غادرتُ أوطاني لكم

كل ظُلمٍ نالني صارَ يهون

كيفما شئتم لكم أن تخنقوا

أو تُجيعوني كما شاءَ الجنون

فأنا الصُّلبُ الذي إن شاخ لم

يتحظَّم بخطوبٍ وشجون

أنا من نفسي أمير سيد

وانا منها هزبرٌ في عرين

حُرقتي ليست للنفسي بل أسىً

للذي يشقى به الشعبُ الغبين

صلواتُ الذلِّ في أفواهكم

والقرابينُ إلى الحوتِ البدين

يا لكم من طُغمةٍ فاسدةٍ

تحسب الحمقَ سلاحَ الفاتحين

هيَ أيامٌ لكم معدودةٌ

ومن الأيامِ في الوهمِ سنين

ثم يمضى الحوتُ يبقى أكلكم

لقمةً واحدةَ غير ضنين

اضحكوا واستعذبوا تقريبه

جَمعكم منه إلى يومٍ وحين

فقصاركم جميعاً صيدكم

يستوى الماكولُ بين الآكلين

ليسَ نومُ الشعبُ إلاَّ سِنةً

وكذاك العدلُ أو صدقُ اليقين

إن تظُّنوا الأمرَ في الدنيا لمن

خادعَ الدنيا فعدتهُ الأمين

فعظاتُ الدهرِ في أحكامها

لم تُخادِع أو تُخادَع بالطنين

إنما الحُّق هو الغلابُ لن

يُزَهقَ الحُّق ولو عاش سجين