الشاعر القروي في تكريمنا

الشاعر القرويّ في تكريمنا

اشمى وأكرم من مقام زعيمنا

علقت به آمالنا وتشبّثت

أحلامنا فاعتدّ رمز صميمنا

أمم العروبة ذاته فصفاته

سير البطولة من عريق كريمنا

هو رائد الآتي ونفحة أمسنا

والثار العاتي على تسليمنا

ما اعتزّت الفصحى بشعر صاغهُ

إلا اعتزاز سمائنا وأديمنا

أو تاهت الأخلاق من أندائه

إلا كتيه النور من تكريمنا

أو بشّت الأديان عند عظاته

غلا لروح مسيحنا وكليمنا

أو هزت الألباب ثورة فنه

إلا وأرضخه إلى تعليمنا

العبقرية بضعة من شخصه

والبضعة الأسمى مدار حلومنا

ما كان ذاك الشعر شعر فصاحة

عزّت فحسب ففيه كل نجومنا

وبه الطبية في جميع فصولها

وبه أحب عبيرنا ونسيمنا

وبه تشبّ لنا هموم جمة

وبه الشفاء لياسنا وهمومنا

من لم يحز ديوانه فكأنه

حرم الجنان ففيه كل نعيمنا

كم متعة لي لا تحد جديدة

وتزيد جدتها يبعث قديمنا

أمم العروبة لو قدرت مكانه

قدست مجد حكيمنا ومديمنا

من غير التاريخ من إيحائه

وأثار نخوتنا برغم رميمنا

الأمة الحكماء قبل جنودها

الخالقو الجنات رغم جحيمنا

ما قيمة الأجناد لا يزجيهم

شرف ولا لهف لغير تخومنا

ولرب شاعر أمة مهضومة

كرشيد عاش ضمين حق عديمنا

هيهات أعدل ثروة بتراثه

وأنا الفقير دون حظ عليمنا

فيم اعتذار النابهين إذا نسوا

للشعر حق إمامنا وحميمنا

نمنا ونام الحاكمون بأمرهم

والغاصبون سعوا إلى تنويمنا

حتى غدونا جاهلين رجالنا

الماهدين ونحتفي يخصيمنا

لا بدع إن جلى تذبذب راينا

وغدا الشعار لنا صياح سقيمنا

واليوم إذ طلع الصباح وإن يكن

فيه الضباب معكرا لشميمنا

ولو أن الوان الجهالة لم تزل

شرعا تقدّس بل ودين بهيمنا

نحني الرؤوس له وإن تك قلة

عزّت ولكنا هداة عميمنا

ونود تكتحل العيون بنوره

أبدا وإن يك مائلا بفهومنا

سيجيء عهد نحتفي شرفا به

كالشمس والجوزاء غب غيومنا

ويسابق الأقوام بعضا بعضهم

ليترجموا الآيات في تقويمنا

شعر كهذا الشعر ذخر للورى

جمعا وإن يحسب تراث زعيمنا