الشكر يجدر أن يمثل عيدا

الشكرُ يجدر أن يُمثَّل عيدا

فرحاً بأحلام الجدودِ جديدا

وبكلِّ إرثٍ لا يُجِّررُ ذيلهُ

زَهواً ولكن يستقل مزيدا

يُحصىِ لنا النِّعم الجسام وإن تكن

منا ويفرض حَقَّها التمجيدا

حُرِّيةُ الإنسانِ في إيمانه

وُشعورِه لا يائساً رعديدا

يمشى على الخوفِ الأثيمِ مُظفراً

والعوزِ يهتفُ للحياةِ سَعيدا

كل الصعابِ حيالهُ ما جاوزت

شوكاً لزهرٍ يَستعُّز نَضيدا

يا أمنَّا الأرض العزيزةَ طاولي

كُلَّ الكواكب وامرِحي تعييدا

لن يسقطَ الإنسانُ من عليائِه

فالسَّيرُ كان على الجبالِ وئيدا

يكفيكِ في هذى الربوعِ سُمُّوهُ

كبدايةٍ حتى يسير مديدا

وطنٌ تضمَّخَ بالمبادئ والمنى

والنبلِ حتى قد يُعدَّ فريدا

وتُطل منه التضحياتُ شواهداً

تُومي فتعلنُ رائداً وشهيدا

العيدُ ليسَ له خصيصاً وحدهُ

ولو أنَّ في الدنيا وَغىً وعبيداً

ما كان عن نقدِ النظامِ مُبَّرأ

لكنه مَثلٌ سما وأجيدا

مَثلُ الحكومةِ من صميمِ الشعب لم

تَعرف سِوَاهُ مُسوداً معدودا

وطنٌ حبتهُ يدُ العناية كلَّ ما

يَهوى فآثرَ أن يفىِ ويَجودا

ببنيهِ بر وبالشعوبِ جميعها

لو مكنَّتهُ ولو جزتَهُ جحودا

أهلاً بيومِ الشكرِ يغمرنُا رضىً

حتى الفقيرُ أَعزَّ فيه العيدا

رَّقت بشاشته كأنَّ بيومه

رَقَصَ الربيعُ مُمازحاً غرّيدا

ساوى الفقيرُ به الغنىَّ طلاقةً

والغيمُ رقرقَ في الدموعِ قصيدا

هي فرحةٌ عمَّت ومظهرُ نعمةٍ

شَملت فلم نرَ سيداً ومسودا

لم يُحصِ أنفاساً عليه مُسلَّطٌ

يوماً ولا هو سامه تحديدا

فُرصُ الحياةِ أمامهَ موفورةٌ

وتكافأت كالنورِ فاضَ وَحيدا

أهلاً بيومِ الشكر من نعمائِه

نَهبُ الحياةَ ولاءنا المعدودا

نَهبُ الحياةَ عواطفاً ومساعياً

حتى يُحس جميعنا التعييدا

ونُبادلُ الأنخابَ بين موائدٍ

حملت لعرفانِ الجميلِ شُهودا

وصلاتُنا البرُّ العميمُ وحُّظنا

حُّظ الجميع نَزيدُهُ تجديدا

أهلاً به للناس مظهرَ رحمةٍ

ووفاءَ أفئدةٍ أبينَ جُمودا

أهلاً به عُنوان كلِّ كريمةٍ

تذرُ المناحَةَ في الوجود نشيدا