العيد أنتم إذا ما النجح حالفكم

العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم

والعيدُ أنتم بإخلاصٍ وإيمان

صُمتم فكانت حياةُ الصومِ تجربةً

بِراً بدينِ وأخلاقٍ وأوطانِ

واليومَ هنأكم عيدٌ وبارككم

كما يباركُ غرَساً طابَ بُستاني

العيدُ جذلانُ إذ أضحت أخَّوتكم

تُزهَى بكم بعد أتراحٍ وأشجانِ

والعيدُ نشوانُ من دينٍ يوحدكم

كشعلةِ الحبِّ تسقىِ كلَّ روحاني

صُمتم عن السوءِ والأحقادِ في زمنٍ

طاشت عقولٌ وُهدِّدنا بِعدوانِ

مُرتلينَ من الآياتِ أَحكمها

مجداً لفكرٍ وإنصافاً لإنسانِ

صُمتم مثالَ المساواةِ التي نُشدَت

وما تزال لأزمانٍ وأزمان

وجاءَ إفطارُكم معنىً لنصرِتكم

وجاءَ تعييدكم تتويجَ إحسان

بوركتِ يا أممَ الاسلامِ من أُممٍ

لا تعرف الشِّركَ في حقٍ ودّيانِ

ولا بمبدئها في الحكم صامدةً

كأنّما هو دينٌ عندها ثاني

هذا كتابُكِ عَدلُ لا مثيلَ له

وذاك عهُدكِ يأبى كل طُغيانِ

وذاك تاريخكِ الفوّاحُ من سِيرٍ

بالعلمِ والحلمِ سارت سيرَ رُكبان

مصادُرالوحي بعدَ الوحىِ باقيةٌ

رؤىً ولحناً وألواناً لِفنانش

ومنبعُ الأدبِ العالي لعارفه

ومَطلعُ العلم للرّاجي لِعرَفان

من ذا يبُّز تراثاً ليس جَوَهرهُ

مِلكاً لِعصرٍ ولا مُلكاً لِسلطانِ

صُونيهِ صُونيهِ عَمَّن هدّوا أُمماً

بِخَتلهم أو بعدوانٍ ونيرانِ

واستقبلى العيدَ في حُرِّيةٍ سبغت

شَتَّانَ ما بينَ أحرارٍ وُعبدَانِ