تبارك الله هل كافور فنان

تباركَ اللهُ هل كافورُ فَنَّانٌ

وذلك العهر والإجرامُ إحسانُ

عَمَّ الهتافُ له فالجيشُ سادُنه

والسابحون خليجَ المنشِ أسدانُ

وقد غدا النثرُ عبداً في تملقهِ

والشعرُ هانَ له أضعاف من هانوا

لقد خُدعنا وإلاَّ فهو ذا مرضٌ

والفجرُ كالسُّقمِ ألوانٌ وألوان

من ذا أحدِّثُ تَنبيهاً وموعظةً

والقائدونَ لنا صُم وعميانُ

الاو فهم بين عبدٍ طالبٍ صلةً

وآخرٍ مالهُ رجسٌ وطُغيان

وبين عاشق ألقاب وبهرجةٍ

وكل حرصٍ له سجنٌ وسجَّان

ماذا دهى الشعبَ في أقلامِ قادِتهِ

كأنما هي للغربان عيدانُ

وأين أينَ الألى صُغنا لهم سُوراً

من المديح كأنَّ المدحَ كفرانُ

صاروا أبالسةً أو أنَّهم خُلقوا

من معدنين أخسَّاءٌ وشجعان

ووزعوا تهمَ التلفيقِ صارخةً

بالزورِ فاستعبدَ الأحرار عبدان

من ذا أحدثُ والأيامُ شاهدةٌ

مهازلاً مالها وصفٌ وتبيانُ

من ذا أحدِّثُ والأحرار قد خرسوا

وليس بين جميعِ الناس إنسانُ

من ذا أحدِّثُ والُّظلامُ قد فرضوا

دينَ الطغاةِ كأنَّ الظلمَ إيمانُ

من ذا أحدثُ والحكامُ أجمعهم

قد استقلَّ بهم زورٌ وبهتانث

من ذا أحدِّثُ والمرجو متهمٌ

ومن أنادى وخيرُ الناس قد خانوا

أستغفرُ الله لا نورٌ ولا أملٌ

ولا حياةٌ كأنَّ الناسَ ما كانوا

إلاّ فريقٌ ضئيلٌ لا يحسُّ بهِ

وهل تُحسُّ هباءَ الأرضِ أوثانُ

قد جمعتنا همومُ اليأسِ من وطنٍ

لولم يسخر لغارت منه أوطان

وجمعتنا شجونٌ ليس يدركها

إلا ألاباةُ وزفراتٌ ونيران

وجمعتنا معانٍ لا نبوحُ بها

كما يُخبئُ سُخطَ الربِّ بركانُ

وجمعتنا الحرمان ألوانُ

وجمعتنا من التشريد أزمانُ

وكُّلنا أينما قد عاشَ مُغتربٌ

وكلنا أينما يَبتل ظمآن

وكُّلنا يستقل التضحيات له

وكم يُعاني ولكن وهو نشوان