تمهل أمام الماء حين ابتسامه

تمهّل أمام الماء حين ابتسامه

على الكرز البسام غير مرائي

تولى صقيع كاد يودي بحسنه

وجمد حتى دمعه كرجائي

تخيّلته في الحلم ميتا مجرحا

ففاء ولكن عالقا بدماء

وقد نفض الأكفان بيضا تبعثرت

وبدل منها حالمات ضياء

بنات الهوى والفن تشرق بالمنى

كما تشرق الأطياف للشعراء

نماها القصي الشرق ثم أتى بها

شعور إخاء أو شعوب ولاء

فرفّت حنينا كالأشة عندما

تحن إلى أصل لها وسماء

ورفت وفاء للديار التي احتفت

بها وأعزتها على النظراء

وقد أشعلوا المصباح رمزا لعيدها

كأن به للعيد كنز ضياء

لئن سكنت هذي البحيرة لم يكن

سكون لها إلا سكون حياء

وفيها ضروب من عواطف لم تكن

لتسكن بل جاشت بغير نداء

أتسمعها إني لأسمع شعرها

أغاني من حب لآخر ناء

أتبصرها إني لأبصر بعضها

مرائي تجلوها فنون مرائي

وقد عكست في الماء فاهتاجه الغنى

فكان لهيبا أو مذاب ذكاء

لئن زارها العشاق من كل بقعة

فكم عاشق في غربة بعنائي

وأما العصافير اللواهي بقربها

فهنّ معاني رفقة وإخاء

تلاهت تلاهي النحل غنت لطلعه

على زمر الأزهار دون عناء

فأخجلني أني المقصر بينها

وأن غنائي ليس فيه غنائي