حاصرتموني وحلتم دون إحساني

حاصرتموني وحلتم دون إحساني

كما أود وجُزتُم كل حسباني

فلم تزيدوا بإيلامي سوى حُججٍ

زكت رحيلي عن ظلمٍ وخُذلانِ

عبتم بياني وصوتي مثلَ من وصموا

آيَ الكتاب بِعىٍّ عند تبياع

إن ضاع عمرَ في طُغيانَ من نشدوا

ذلِّي فلي من كفاحي الحرِّ عمرانِ

هيهاتَ هيهاتَ تدويخيِ وإن وهموا

وإن أكن نَهبَ عدوانٍ وعدوانٍ

إِيهاً أبالسةَ الطاغوتِ أَرسلهم

رمزاً له لا لشعبٍ ساخطٍ عانِ

عَلامَ أشكو ولو للجوع منقلبي

ولو لسهدٍ وتعذيبٍ وأشجانِ

ما دام أهلي بوادي النيل جاوبهم

دمعي ويجري بماءِ النيلِ دمعانِ

بئسَ السفارةُ تضليلاً وسُخريةً

كأنما هي تمثيلٌ لعميانِ

من ذا تُخادعُ في دنيا مثقَّفةٍ

لا شئَ يُعقلُ فيها دون برهانِ

من ذا تخادعُ والأحداثُ ناطقةٌ

بكل خزىٍ وإن تُحجب بجدرانِ

من ذا تُخادعُ والدنيا بأجمعها

تضُّج لاعنةً طاغوتها الجاني

من ذا تخادعُ والأحرارُ يجمعهم

سُخطى ومثلَّهم بؤسى وحرماني

وهل تحاربُ مثلي وهي حاسبةٌ

أنَّ القداسةَ قد عادت لأوثانِ

وأنَّ كلَّ الورَى أنعامُ حاكِمهم

وإن يكن دون أنعامٍ وعبدان

وأنَّ ما سطر التاريخ في لهبٍ

ما كان وعظاً ولكن ضَحكَ نيرانِ