حمدت ربي على ذمي فأكثره

حمدت ربي على ذمي فأكثره

ممّن وهبت له حبي وإيثاري

فراح يخترع الأوهام يلفحني

بها ويحسب أني بت في النار

أبا العقوق رويدا لم تنل وطرا

سوى اتسامك بالتهريج والعار

ما شك يوما بإيماني ولا عملي

حر نبيل فعيشي عيش أحرار

وهبت عمري لخير الناس قاطبة

فصار عمري المرجى بين أعمار

وما عرفت الدنايا كيفما اتسمت

يا من عرفت الدنايا بين فجار

ولا وصفت بغير العقل أبذله

وعظا وفلسفة في جم أشعاري

فكيف تعرض عني ثم تشتمني

يا أيها الغر يا منبوذ أغرار

سقراط ما عابه من راح يشتمه

ومن حباه بتلفيق وأوضار

ومن تفنن في تجريح ذمته

أو نعته بسخافات وأضرار

حتى تولى شهيدا صار يخسده

من رافقوه بأدهار وأدهار

لئن تذوقت سما أنت واضعه

فيما طهوت فهذا السم أزهاري

نفسي تحيل الأذى نعمى ويخطئها

ألكائدون ولو لاذوا بأسوار

إني الكفيل بإشهار الذي صنعت

يداك يا صاغرا يعنى بإصغاري

فذاك شر عقاب للذي حقرت

جهوده وتهادى بين أشرار

ثم ادعى الطهر في ستر لعورته

بئس الطهارة في مجموع أوزار

لا عشت إن كان نبرسي سوى أدبي

ومهجتي وضميري الناصع الواري

أنا المعلم أجيالا مفاخرها

والرائد الحر في سعيي وآثاري

هل جنت الأرض حتى صرت تحرثها

وكنت ملقى عليها بين أحجار

ألأم هل جننت بإحساني بلا سبب

حتى لدغت بمكار وغدار

أصار مثلك حقا من يحاسبني

يا خيبة الدهر في إعزاز ثرثار

وضيعة الحق بين العابثين به

كأنه زهرة في رغو تيار

تحيا العروبة في قولي وفي عملي

وفي مثاليتي العليا لأبرار

ولا تعيش بأفاك ومرتزق

وعاجز همة ألوان إتجار

لمست من حشراتي كل مرحمة

وما أنست بها من صاحبي الضاري