خطرت آسيا بعيد أبيها

خَطرت آسيا بعيدِ أبيها

رَغم بُؤسٍ يَعُّضها وجراحِ

وتغنت بِحبِّهِ وتَناسَت

بُرهةً عالم الأذَى والنُّواحِ

وأذابت من ألف ليلة نج

واها ومن حافظٍ على الأقداحِ

وأرادتَ تَخصُّهُ بالهدايا

من مُتاحٍ لها وغير متاحِ

كم نجومٍ لها تألَّقُ بالوح

حىِ ابُوداً لخاطرٍ لماح

كم غناء بجوِّها يُعشقُ

الدهرَ خليقٍ بعيده الصداحِ

كم نفيسٍ بأرضها ظلَّ

مستوراً حَرىٍّ بهذه الأفراحِ

كم لآلٍ ببحرِها هي أولى

بهواهُ من ضولجٍ أو وشاحِ

كم كنوزٍ تضُّم آثارها الفخ

مةُ يلمحنَ في شروق الصباحِ

كلُّها تَشتهى وفوداً إلي

ه بحنين القلوبِ والأرواحِ

كل هذى وغيرُ هَالم تَجدَها

آسيا رمزَ نشوةٍ وانشراحِ

لم تجدها كفؤاً لمعنى اله

دايا أو لمعنى حَوته غير مُباحِ

للذى ظلَّ في كفاحٍ يُعليِ

يها وما زال في أمرِّ الكفاحِ

دائبا يشتهى لها وحدةَ الم

جدِ بعلمٍ يُعُّز قبلَ السلاحِ

فانطوت فوقَ لوعةٍ في نُهاهَا

بِدعاءٍ له وفوقَ الجراحِ