دماء لا تجف وإن أريقت

دماءٌ لا تجُّف وإن أريقت

على نارِ السُّطورِ ولا تكُّف

فدىً للضائعينَ وللحيارىَ

فموتهمو وقد بيعوا أخُّف

علام فداؤهم وعلام أشقى

وليس بجمعهم حُرُّ يعُّف

وقد أكلوا على الحالين لحمى

وقد هرعوا لتعذيبي وخفُّوا

بنو أهلي وإن هانوا وساؤا

وآصرتي وإن صغروا وسفُّوا

أبيتُ لهم مذلَّتهمث فعابوا

وأصغرتُ التكالُب فاستكفوا

وما عرفوا لماضيهم جلالاً

سوى أوهامهم فيما يُزفَ

كأنَّ الحق يؤخذ بالتدنىِّ

كأنَّ المجدَ يورثهٌ المسُّف

بنى وطني ألا حُّر أبُّى

يدوسُ على الخطوب ولا يُسُّف

ويصرع كلَّ جبارٍ سفيهٍ

يُغررُ بالعقول ويستخُّف

شكته الأرض للأحرار لما

دَهَاهَا منه تخريبٌ وُعنفُ

تدينَ بالعهارة ليس سترٌ

يُمِّوهُ ما جناهُ وليس شُّف

ويُنسبُ للصلاحِ ولا صلاحٌ

سوى ما شاء مزمارق وَدُف

حلالٌ رجمهٌ ولو أنَّ جمراً

قذفناه به يؤذيه قذف

وعارٌ صَلبهُ فالصَّلبُ مجدٌ

به ذكرَى المسيح لنا ترف

فمن مجرى العدالةَ وهو يَأبىَ

مُساومةً ولا يثنيهِ عَسفُ

وَمن ذا يغسلُ الأدرانَ عنَّا

وعاراً لا يزول ولا يَخُّف

ومن ذا يُرسل الطعنات بكراً

تدف العباثينَ ولا تدف

ومن ذا يشترى الخلدَ احتساباً

ولا يدعُ الدماءَ سُدىً تجُّف